في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم الأحمال الكهربائية، يعيش الآلاف من سكان مناطق جزيرة الدهب، والجيزة، وفيصل، والهرم، معاناة يومية بسبب استمرار انقطاع الكهرباء والمياه، ما بين من يواجهون أزمات صحية حرجة، ومن يحاولون الصمود في وجه الأزمة أملًا في الانفراجة، ووسط تحركات موسعة من وزارة الكهرباء وشركاتها التابعة للسيطرة على الموقف. ورغم الجهود الكبيرة المبذولة من فرق الصيانة والطوارئ، إلا أن الأزمة فتحت الباب واسعًا أمام دعوات شعبية ورسمية تطالب بإجراء مراجعة شاملة لأوضاع المحطات القديمة في مختلف المحافظات، وتكثيف أعمال الصيانة الاستباقية لتفادي تكرار سيناريو العطل المفاجئ في محطة محولات جزيرة الدهب، والذي أدى إلى توقف التغذية الكهربائية والمياه عن مناطق سكنية مكتظة لعِدة أيام. الوزير في الموقع منذ اللحظة الأولى ومنذ اللحظة الأولى لوقوع العطل الجسيم، حرص وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المهندس محمود عصمت على التواجد الميداني في موقع الأزمة، ومتابعة تفاصيل أعمال الإصلاح بنفسه، برفقة المهندسة منى رزق، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لنقل الكهرباء، والمهندس طارق عبد الشافي، رئيس مجلس إدارة شركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء. ووفق مصادر مطلعة، أصدر الوزير تعليمات مباشرة بسرعة إنهاء الإصلاحات، والدفع بكافة المعدات والكوادر الفنية اللازمة، مع التأكيد على الالتزام الكامل بمعايير الجودة والأمان خلال عمليات التركيب والتوصيل، كما شدد على أهمية الإسراع في استكمال خط إضافي لتعزيز القدرة على تحمل الأحمال كحل دائم لتدعيم المحطة وضمان عدم تكرار الأعطال مستقبلًا. بيان رسمي: تشغيل الكابل الثاني وتخفيف حدة الأزمة وأعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، اليوم، في بيان رسمي، عن نجاح الأطقم الفنية العاملة في إصلاح الكابل رقم 2 وإطلاق التيار الكهربائي على مستوى شبكة التوزيع في نطاق محطة محولات جزيرة الدهب، لتعمل المحطة الآن من خلال الكابلين (1 و2) المغذيين الرئيسيين، بما يسهم في تخفيف حدة الأزمة لحين استقرار الوضع بالكامل. وأضاف البيان أن الأطقم ما زالت تواصل العمل بوتيرة متسارعة للانتهاء من مد مصدر التغذية الإضافي إلى المحطة، بعد إنجاز عبور المواسير والكوابل أسفل خطوط مترو الأنفاق والسكة الحديد، تمهيدًا لاختبارها وتشغيلها. وأكدت الوزارة التزامها الكامل بتأمين التغذية الكهربائية لجميع المرافق الحيوية والاستراتيجية، مع الاستمرار في الدفع بالمولدات المتنقلة لتقديم الدعم اللازم لحين إنهاء أعمال الإصلاح وتوصيل مصدر التغذية الجديد، كما وجهت الشكر لأهالي المنطقة على صبرهم وتعاونهم مع الفرق الفنية.
الحر قاتل ومش عارفين ننام.. ونطالب الدولة بمكافأة العمال حيث عبّر عدد من سكان المناطق المتضررة عن حجم المعاناة التي يواجهونها في ظل انقطاع الكهرباء والمياه. 1-تقول الحاجة فتحية.م (66 عامًا – مقيمة بالهرم : أنا مريضة سكر وضغط، والحر مش طبيعي.. بقالي 3 أيام مش عارفة أنام، ولا حتى أستحمى، وكل شوية بنزل لبناتي عشان ألاقيلهم نقطة مية. 2-أما الشاب خالد.س، طالب جامعي من سكان جزيرة الدهب، فيقول: إحنا متفاهمين إن دي ظروف خارجة عن إرادة الدولة، بس كمان لازم تعرف إن في أرواح بتتعب، خصوصًا الأطفال وكبار السن نفسي نلاقي حل جذري مش مؤقت. 3-بينما عبّرت أميرة.أ وهي أم لطفلين وتقيم بمنطقة الطوابق عن شكرها للعمال الموجودين في الشارع منذ يوم السبت، قائلة: ربنا يعينهم، فعلًا ما بيناموش وبيشتغلوا طول الليل، نفسي الدولة تكافئهم وتكرمهم على تعبهم، لأنهم فعلًا رجالة. مطالب شعبية من المواطنين بتحرك استباقي وسط هذه التطورات، تعالت مطالب الموطنين بضرورة وضع خطة استباقية لصيانة وتحديث المحطات القديمة، خاصة تلك التي تخدم كثافات سكانية عالية، كما ناشد الأهالي الحكومة بتخصيص اعتمادات عاجلة لمضاعفة قدرات المحطات وتأهيل شبكات التوزيع. وأكد مواطنون في حديثهم أن الكارثة الحالية قد تكون جرس إنذار لما يمكن أن يحدث في شهور الصيف المقبلة، إذا لم يتم التحرك السريع نحو دعم البنية التحتية بشكل جذري، خصوصًا مع تغيرات المناخ وتزايد الأحمال. ختامًا تبقى الساعات القليلة القادمة حاسمة في إنهاء الأزمة واستعادة الحياة الطبيعية للمناطق المتضررة، لكنّ ما لا خلاف عليه، هو أن صبر الأهالي وثبات الفرق الفنية في الميدان كانا كلمة السر في الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار، ريثما تكتمل مراحل الإصلاح.