أدان المطران وليم الشوملي، النائب البطريركي للاتين في القدس وفلسطين، بشدة الاعتداء الذي وقع في بلدة الطيبة، حيث أقدم مستوطنون إسرائيليون في 7 يوليو الجاري على إشعال النيران قرب مقبرة البلدة وكنيسة الخضر، التي تعود إلى القرن الخامس الميلادي. هجمات ممنهجة في الضفة الغربية
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة طويلة من الهجمات وعمليات الترهيب التي يمارسها المستوطنون ضد سكان بلدات فلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة. وندّدت منظمات حقوقية غير حكومية بالقيود المتزايدة على مصادر المياه والمراعي، معتبرة أن هذه الأعمال ليست حوادث فردية، بل جزء من استراتيجية منظمة تهدف إلى تهجير السكان قسرًا.
المجتمع الدولي يتفرّج والمستوطنون يتحركون بحرية
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا (SIR)، أكد المطران شوملي أنّ الجيش الإسرائيلي لا يتدخل لوقف هذه الاعتداءات، مشيرًا إلى "صمت متعمّد"، حيث لا مصلحة للجيش في حماية الفلسطينيين، والجنود يتجنبون مواجهة المستوطنين المسلحين. وأضاف: "من يصمت يبدو أنه يوافق"، في إشارة إلى تواطؤ ضمني مع هذه الممارسات.
تكرار لنكبة 1948: سياسة الإفراغ والتهجير
وأشار شوملي إلى أنّ ما يحدث اليوم يُذكّر بما جرى عام 1948، حين أُجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على مغادرة بلداتهم تحت التهديد. وأوضح: "اليوم يتكرر الأمر، إسرائيل تريد الأرض وتفريغها من سكانها"، معتبرًا أن الضفة الغربية قد تكون المرحلة التالية بعد غزة في هذه الاستراتيجية، ولكن بخطوات أبطأ.
زيارة تضامنية مرتقبة للبطاركة
أعلن المطران عن زيارة مرتقبة يوم الإثنين إلى بلدة الطيبة، سيقوم بها كل من بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، وبطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، في علامة تضامن سلميّة مع سكان البلدة. وقال: "التضامن ليس بالكلام فقط، بل بالفعل والحضور".
عجز المجتمع الدولي وهيمنة الموقف الأمريكي
انتقد المطران شوملي صمت المجتمع الدولي، مؤكّدًا أن العالم يقف متفرجًا أمام ما يحدث، فيما تدعم الولاياتالمتحدة هذه الأيديولوجيا بنسبة مئة بالمئة، أما أوروبا ف"لم تعد تملك أي تأثير يُذكر".
وأضاف: "إسرائيل تقدم نفسها كضحية، وتبرر كل شيء تحت شعار الدفاع عن النفس، بينما يُنظر إلى كل فلسطيني في غزة كإرهابي محتمل"، مشيرًا إلى أن هذا المنطق السائد يجد تأييدًا غير مبرر من الغرب، ربما بسبب الذاكرة المستمرة للهولوكوست.