رغم تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال أول 24 ساعة من ولايته الثانية، إلا أن أكثر من 4000 ساعة قد مضت منذ توليه المنصب دون أن يتحقق ذلك، فيما تتدهور العلاقة بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل ملحوظ. ويبدو أن الصبر الذي أبداه ترامب تجاه نظيره الروسي بدأ ينفد، مع تصاعد الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة والصواريخ على المدن الأوكرانية، ومواصلة بوتين تجاهل محاولات واشنطن المتكررة للتوصل إلى وقف إطلاق نار. وقال ترامب للصحفيين في 9 يوليو: "نحن نتعرض للكثير من الهراء من بوتين، إن أردتم الحقيقة"، مضيفًا: "إنه لطيف معنا طوال الوقت، لكن يتضح أن ذلك بلا معنى". من الوعود بالسلام إلى الإحباط الدبلوماسي في بداية ولايته، سارع ترامب إلى إجراء اتصالات مباشرة مع بوتين، بل وعبّر عن استعداده للاعتراف بما وصفه ب"الوقائع على الأرض"، في إشارة إلى قبول السيطرة الروسية على الأراضي الأوكرانية التي تم الاستيلاء عليها منذ 2022، إلى جانب شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014. لكنه في المقابل رفض زيادة الإنفاق الأميركي على دعم أوكرانيا العسكري، وهو ما فجّر توترًا علنيًا خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن في فبراير الماضي. وخلال اللقاء، قال ترامب لزيلينسكي في بث مباشر: "أنتم لا تملكون الأوراق الآن"، في تصريح وُصف بأنه تقليل من شأن القيادة الأوكرانية، كما وصف بوتين بأنه "ضحية حملة سياسية زائفة" في أميركا. تصاعد الضغوط العسكرية والدبلوماسية بحسب معهد "دراسات الحرب" في واشنطن، فإن الهجمات الروسية على أوكرانيا تصاعدت بعد تنصيب ترامب في يناير 2025، رغم محاولات البيت الأبيض دفع بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وبدا أن ترامب تأخر في الاعتراف بذلك، لكنه صرّح في أبريل قائلًا: "لست راضيًا عن الضربات الروسية على كييف، إنها غير ضرورية وفي توقيت سيئ جدًا. فلاديمير، توقف!" في غضون ذلك، أشار أحد السكان في كييف إلى أن حياته "تحوّلت إلى جنون"، بسبب الاضطرار المتكرر للهرب إلى الملاجئ، في مشهد يعيد أجواء الأيام الأولى من الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. تغيير في نهج واشنطن يبدو أن ترامب بدأ يتراجع عن خطابه التصالحي تجاه روسيا، حيث أمر مؤخرًا بإعادة تفعيل شحنات الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا، كما ضغط على الدول الأوروبية لتوفير مزيد من أنظمة الدفاع الجوي، وقد استجابت بعض الدول لهذه الدعوة خلال الأيام الأخيرة. في الوقت نفسه، يتزايد الزخم داخل الكونغرس لإقرار تشريع bipartisan يفرض عقوبات شديدة على روسيا، تشمل تعريفة جمركية بنسبة 500% على الدول المتعاملة مع النفط والغاز الروسي في حال رفضت موسكو التفاوض على اتفاق سلام. وقالت السناتورة الديمقراطية إليزابيث وارن: "نحن بحاجة إلى قانون عقوبات على روسيا يقيّد قدرة الرئيس على التذبذب في تعامله مع بوتين". بارقة أمل دبلوماسية في تطور لافت، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، خلال زيارة إلى ماليزيا، أن موسكو قدّمت "مفهومًا جديدًا" للسلام خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مضيفًا أنه سينقل المقترحات إلى الرئيس ترامب. من جانبه، وعد ترامب ب"إعلان كبير" حول روسيا الأسبوع المقبل، في خطوة قد تحدد المسار المقبل للعلاقات الأمريكية – الروسية، وربما مصير الحرب في أوكرانيا.