في خضم التصعيدات الدولية المتلاحقة، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيُجري اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، مساء اليوم الخميس، في أول محادثة مباشرة بينهما منذ لقائهما الهاتفي الأخير في 14 يونيو الماضي. وجاء إعلان بوتين خلال جولة له في أحد المعارض، حيث قال للصحفيين: «سأتحدث، اليوم، إلى الرئيس الأميركي»، بحسب ما نقلته وكالتا "ريا نوفوستي" و"تاس" الروسيتان. وفي تأكيد متزامن، أعلن ترامب عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" أن الاتصال سيجري في تمام الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت واشنطن (14:00 بتوقيت غرينتش)، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
محادثات هاتفية ويُعد هذا الاتصال سادس محادثة هاتفية بين الرئيسين منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، في وقت يسعى فيه الرئيس الأميركي إلى تسريع جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا، وإحياء المبادرات الدبلوماسية المجمّدة. وكانت المكالمة الأخيرة بين بوتين وترامب في منتصف يونيو قد شهدت تأكيد الرئيس الروسي استعداده لاستئناف المفاوضات مع كييف، غير أن موعد تلك الجولة الموعودة لم يُحدد حتى الآن، وسط غموض يلفّ الموقف الأوكراني. وبحسب مصادر دبلوماسية، فقد تناول الاتصال السابق بين الرئيسين أيضًا التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، ما يضيف إلى طابع هذه المكالمات أهمية متزايدة في ظل اشتعال عدة جبهات. في السياق ذاته، وفي ما يبدو أنه تحرك أوروبي خجول لكسر العزلة المفروضة على موسكو، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الثلاثاء اتصالًا مع بوتين، هو الأول بينهما منذ عام 2022، في خطوة لافتة تعكس تحولًا محتملاً في مقاربة الأوروبيين للملف الروسي. الاتصال المرتقب بين ترامب وبوتين يأتي إذًا في لحظة فارقة، وقد يشكل منعطفًا جديدًا في ملفّي أوكرانيا والشرق الأوسط، إن كُتبت له نتائج تتجاوز حدود التباحث الدبلوماسي إلى خطوات ملموسة على الأرض.