أقام صالون "المركز " ندوة بعنوان: "الاجتهاد بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي" بمشاركة الدكتور إبراهيم نجم مستشار فضيلة مفتي الجمهورية، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وبحضور العديد من القيادات الدينية والشخصيات العامة، وأدار الصالون الأستاذ هاني لبيب رئيس تحرير موقع "مبتدا" وذلك بقاعة المؤتمرات الكبرى بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، بالأنبا رويس بالعباسية. في بداية الندوة أشار نيافة الحبر الجليل أنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي إلى أن الإنسان أخذ 2000 سنة حتى ينتقل من الثورة الزراعية إلى الثورة الصناعية الأولى ثم أخذ 2000 سنة أخرى لينتقل من الثورة الصناعية الأولى إلى الثورة الصناعية الثانية ثم أخذ 50 سنة فقط لينتقل من الثورة الصناعية الثالثة حتى الثورة الرابعة أو ما يسمى الذكاء الاصطناعي الذي أخذ حوالي عشرين عامًا، موضحًا أن هذا الكلام في غاية الخطورة وطرح نيافته عددًا من الأسئلة منها: هل يمثّل الذكاء الاصطناعي نهاية للتاريخ البشري بشكله المعروف؟ وهل سيعيد تشكيل الأسرة والمجتمع؟، ودعا إلى تعاون وطني شامل بين العلماء والقيادات الدينية لصياغة خريطة طريق تُجنّب المجتمع المخاطر. ومن جانبه أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أنَّ العالم يشهد طوفانًا معرفيًا غير مسبوق في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يفرض تحديات فلسفية وأخلاقية تستدعي وقفة جادّة من علماء الدين والمتخصصين. وأوضح أنَّ الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة للمعلومة، بل أصبح علمًا مستقلًا يخترق قطاعات متعددة مثل الصحة والتسليح والتعليم، مشيرًا إلى أن عدد مستخدميه تجاوز 2.1 مليار، ومن المتوقع أن يبلغ 4.4 مليار مستخدم بحلول 2026، بما يعادل نصف سكان العالم. كما تخلل الصالون الثقافي مداخلات وتساؤلات عديدة من السادة الحضور، وركز الصالون على رؤى الأديان بشأن الذكاء الاصطناعي وأضراره وفوائده لخدمة المؤسسات الدينية، مع طرح وجهات نظر مختلفة. وفي ختام الصالون تم توقيع بروتوكول تعاون بين المركز الثقافي القبطي وشركة "Openner" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، بهدف إطلاق برنامج تدريبي مدته ستة أشهر يشمل تعليم البرمجة وتأهيل الشباب للتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي، والتعاون مع شركات دولية في هذا الإطار.