نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "زمان اليوم" التركية اليوم الأحد، تقريرا، حول الانتخابات التركية المحلية وفوز حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان بالأغلبية، وسط مزاعم بالتزوير، مشيرة إلى أن هذه النتائج قد تشجع "رجب طيب أردوغان"-رئيس الوزراء التركي- على ترجمة طموحاته بإقامة نظام رئاسي بدلا من نظام برلماني. وقالت الصحيفة إنه بينما يجري خلط الأوراق في الساحة السياسية قبيل بدء الانتخابات الرئاسية بسبب انتخابات البلدية، التي رفعت الروح المعنوية ل "أردوغان" كثيرا، فإن المراقبين السياسيين يرون أن نسبة الأصوات قد تشجع "أردوغان" على الترشح للرئاسة، وبالتالي تحقيق أجندته السابقة بإنشاء نظام رئاسي بدلا من النظام البرلماني. وعلى الرغم من حقيقة أن انتخابات البلدية ليس لها تأثير مباشر على تشكيل البرلمان والانتخابات الرئاسية، إلا إنها لديها القدرة على وضع مصير مستقبل "أردوغان"، والرئيس التركي "عبد الله جول" وحتى الديمقراطية التركية في السنوات المقبلة. وأشارت الصحيفة أن بعض علماء السياسة قد توافقوا حول أن "أردوغان" بأن لديه إرادة قوية ليصبح أولا رئيسا ومن ثم ينقل النظام الحالي إلى نظام رئاسي، كما كان الحال في روسيا. ويعتبر على نطاق واسع أن "أردوغان"، في حال انتخابه رئيسا للبلاد، فإنه سيكافح من أجل السيطرة على السلطة التنفيذية من خلال خلق نموذج إدارة مثل الثنائي الرئيس الروسي الحالي والذي كان رئيسا للوزراء "فلاديمير بوتين" و"ديمتري ميدفيديف" رئيس الوزراء الروسي الحالي والذي كان الرئيس الأسبق للبلاد. ويوم 17 من شهر ديسمبر لعام 2013 أعلن عن فتح تحقيق في قضية فساد كبري تورط فيها أعضاء الحزب الحاكم، وهو ما دفع "أردوغان" إلى إعادة النظر في طموحاته بالرئاسة، إلا إن انتخابات البلدية ستعطي الفرصة له لمواصلة رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال "يالسين أكدوغان"-مستشار "أردوغان"- أن موضوع التحول إلى نظام رئاسي على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية لم يلغ أو يؤجل، ولكن هذا لا يجوز تنفيذه قبل الانتخابات الرئاسية في يوم 10 من شهر أغسطس، مما يشير إلى أن هذا الوقت هو الأنسب ل "أردوغان" لتحقيق أهدافه بتغيير نظام الحكم من برلماني إلى نظام رئاسي، على الرغم من المعارضة الشديدة من الأحزاب المعارضة الأخرى في البرلمان، وخاصة حزب المعارضة الرئيسي، "الشعب الجمهوري"، لطموحات "أردوغان" وحزبه الحاكم. ويتكهن الكثيرون بأن "أردوغان" يأمل في أن يصبح أول رئيس لتركيا في انتخابات شهر أغسطس في إطار نظام جديد، لأنه لا يمكنه الترشح لمنصب رئيس الوزراء مرة أخرى بسبب قواعد ولوائح حزب العدالة والتنمية التي لا تسمح للأعضاء بالترشح لأكثر من ثلاث فترات ولاية متتالية في البرلمان. ومع ذلك، فأن "أردوغان" لديه خطة بديلة لتغيير اللائحة التي تقف في طريقه لولاية رابعة في الحكم من، والخطة هي تعديل المادة. وأفادت الصحيفة أن "أردوغان" قد أعلن عما وصفه ب "رؤية 2023"، والتي يتوقع ترتقي بتركيا إلى مصاف أفضل 10 دول في العالم بحلول عام 2023، في الذكرى ال100 لتأسيس الجمهورية التركية. والرؤية تشير أيضا إلى قدرة "أردوغان" على قيادة حديدية للبلاد من خلال النظام الرئاسي. ويري "محمد عاكف اوكور"-أستاذ العلوم السياسية- أنه منذ أن حصل "أردوغان" على هامش كبير من الدعم من قبل الناخبين في انتخابات البلدية، فمن المتوقع أن يعلن "أردوغان" قريبا ترشحه خلال الانتخابات الرئاسية. ومع ذلك، هناك عوامل أخرى تشير إلى ضرورة ألا يأخذ "أردوغان" مسألة فوزه بالرئاسية أمرا مسلما بيه وسهلا. فنظام الانتخابات الرئاسية قد يعطل خططه في حالة تجمع شمل المعارضة تحت المرشح الرئاسي الصحيح، كما فعلوا في انتخابات البلدية ب "أنقرة". ". وفقا ل "اوكور"، فإن "منصور يافاس" الذي لم يتنازل عن السباق على منصب عمدة "أنقرة"، والذي يؤكد تزوير الانتخابات ويطالب بإعادة فرز الأصوات في المحافظة قد يبرز كمرشح يستطيع أن يلبي توقعات الناخبين ومعايير الوحدة كلاعب قادر على خلق كتلة ضد "أردوغان"، إضافة إلى أنهى يستطيع سحب دعم المؤيدين لحزب العدالة والتنمية، لحزب الشعب الجمهوري، وحزب الحركة القومية. وأوضحت الصحيفة أنه من خلال تحويل انتخابات البلدية إلى استفتاء للبقاء في السلطة، "أردوغان" عليه الحصول على 51 في المئة من مجموع الأصوات للفوز في الانتخابات الرئاسية، مما يحطم آماله بالفوز في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، خاصة بعد حصول حزبه على 43 بالمئة، وهي نسبة ليست كافية له من أجل تحقيق حلمه بالرئاسة. ومع ذلك، إذا فشلت المعارضة في انشاء والاتفاق على مرشح قوي، فقد يحقق "أردوغان" حلمه.