أجرت السلطات في تشيلي يوم أمس الأربعاء تقييما للأضرار الناجمة عن زلزال كبير وقع قبالة الساحل الشمالي وتسبب في أمواج مد عاتية (تسونامي) صغيرة لكن تأثيره كان محدودا على الأغلب. وقتل الزلزال الذي بلغت قوته 8.2 درجة ستة أشخاص وتسبب في أمواج مد ضربت الشاطئ وبلغ ارتفاعها مترين. وعاد نحو 900 ألف من السكان كانت السلطات قد أجلتهم من المناطق الساحلية بعد انحسار أمواج المحيط. ووجد بعضهم منازلهم ومصادر رزقهم تحولت إلى أنقاض. ولحقت أضرار بأكثر من 2600 منزل ودمرت سفن للصيد على طول الساحل الشمالي. لكن معظم البنية التحتية صمدت واستمر العمل بشكل عادي في المناجم في هذه الدولة الأولى في العالم انتاجا للنحاس. وزارت رئيسة تشيلي ميشيل باشيليه بلدة إيكويك الساحلية في شمال البلاد وأشادت باستجابة الناس المنظمة لحالة الطوارئ. وقالت "نحن هنا للتعرف على السلوك الهادئ لأهل إيكويك الذين أظهروا روحا متحضرة عالية مثلما فعل أهالي أريكا وأحسب أنكم جميعا قدمتم لنا قدوة عظيمة." وأضافت أن الحكومة ستبذل جهودا كبيرة لإعادة الخدمات. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الزلزال كان على عمق بسيط بلغ عشرة كيلومترات تحت قاع البحر وعلى بعد نحو 100 كيلومتر إلى الشمال الغربي من مرفأ إيكويك بالقرب من حدود تشيلي مع بيرو. وتشيلي هي أكبر منتج للنحاس في العالم لكن شركات التعدين الرئيسية قالت إنه لم تقع أضرار خطيرة في عملياتها لكن نحو 300 سجينة استغلت حالة الهرج والمرج التي حدثت أثناء الزلزال وفرت من إصلاحية للنساء قرب إيكويك. وتمكنت السلطات من اعادة القاء القبض على نحو 26 منهن وانتشرت قوات الأمن في المنطقة اثر انقطاع التيار الكهربائي وحدوث عمليات سلب ونهب متفرقة. واستخدمت السلطات بعض المدارس لإيواء النازحين وألغيت الدراسة في معظم انحاء بلاد يوم الأربعاء. وقالت القوات البحرية إن أول موجة تسونامي اصابت الساحل بعد 45 دقيقة من وقوع الزلزال. وصدرت تحذيرات من أمواج التسونامي لكل سواحل أمريكا الجنوبية والوسطى على المحيط الهادي. وفي عام 2010 تسبب زلزال قوته 8.8 درجة في أمواج مد طاغية (تسونامي) أحدثت دمارا هائلا في عدة مدن ساحلية في وسط وجنوب تشيلي وأودت بحياة 526 شخصا. وقالت مصلحة الطوارئ إنها تلقت انباء بأن الزلزال تسبب في انهيارات أرضية ادت جزئيا إلى إغلاق بعض السكك والطرق الرئيسية. وقالت محطات إذاعة ان تيار الكهرباء انقطع في منطقة إيكويك. وإيكويك مرفأ رئيسي لتصدير النحاس بالقرب من مناجم النحاس الرئيسية في تشيلي. وقالت شركة كوديلكو للتعدين المملوكة للدولة إنها لم تتلق أي انباء عن وقوع إصابات أو اضرار لعمالها أو بمناجمها وان عملياتها في شمال تشيلي تسير كالمعتاد. وقالت شركة التعدين بي.اتش.بي بيليتون انها لم تتلق أي انباء عن وقوع أضرار في المناجم.