عن قصة للكاتبة الصحفية القديرة حسن شاه، كتب حوارها الموهوب المتمكن سعد الدين وهبه، قدم المخرج سعيد مرزوق فيلم “,”أريد حلاً“,”، في مارس سنة 1975. يمثل الفيلم الشهير نموذجًا للسينما الملتزمة الجادة، التي تناقش قضايا حيوية مصيرية في المجتمع المصري، وتتسم بالجرأة والشجاعة في مواجهة الموروث الراكد الآسن الذي يلجأ إلى فهم مغلوط للدين بحثًا عن قداسة لا موضع لها. الأزمة الطاحنة التي تعانيها درية ليست شخصية أو استثنائية، فهي تعبر عن آلاف الآلاف من النساء المضطهدات المقهورات اللاتي تقودهن القوانين الجائرة، المناقضة لجوهر الشريعة الإسلامية، إلى العذاب والحرمان والانحراف. يتعنت الرجال في الطلاق، وتعينهم قوانين بالية جائرة، وينطلق الفيلم الشجاع ليندد بالخلل الذي لا شأن له بالشريعة الإسلامية، فالأمر كله مردود إلى شريعة اجتماعية تكرس خضوع المرأة وتنتصر للقيم الذكورية. أثار الفيلم جدلاً واسعًا، وتعرض لحملة دعائية من الإخوان المسلمين عبر مجلتهم “,”الدعوة“,”، وتم تصوير الأمر وكأنه مؤامرة ضد الشريعة، والصحيح هو أن الفيلم انتصار لصحيح الدين قبل أن يخضع للمؤثرات الاجتماعية والتقاليد الموروثة. يضم الفيلم جملة من كبار الممثلين المبدعين: فاتن حمامة ورشدي أباظة وأمينة رزق وليلى طاهر ومحمد السبع، واستطاع سعيد مرزوق، الذي كتب السيناريو ببراعة وحرفية، أن يقدم من خلالهم رؤية مهمة عن دور الفن المحترم في التعامل مع الواقع وتنبيه صانع القرار إلى ما يحفل به من خلل يستدعي التدخل للإصلاح.