أكد اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، أن هناك توافقاً أمريكيا - إيرانيا لإعادة تخطيط الشرق الأوسط، وأن إيران ما زالت لديها آمال في إحياء الدولة الفارسية من خلال علاقتها مع بعض دول المنطقة، أو من خلال إنشاء كيانات شيعية - في الدول العربية - ترتبط ارتباطاً وثيقاً بها. وأوضح رشاد - في تصريحات خاصة ل "البوابة نيوز"، اليوم السبت - أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد لجأت إلى إيران الآن من أجل عدّة عوامل، أبرزها أن إيران مصرّة على تنفيذ أهدافها الاستراتيجية لامتلاك التكنولوجيا النووية مهما كلّفها الأمر من معاناة اقتصادية، إضافة إلى ما تملكه إيران من دور رئيسي في استقرار الأوضاع السياسية في العراق، والتي تريد الولاياتالمتحدةالأمريكية تهدئة الأوضاع بها واستقرارها. وأضاف رشاد، أن من العوامل التي جعلت أمريكا تتجه إلى إيران هي أن طهران بدأت في التدخل في الصراع الأفغاني، وأمريكا في أشد الحاجة إلى الخروج الآمن من المستنقع الأفغاني بأقل خسائر ممكنة، ولفت رشاد إلى أن فشل الاستراتيجية الأمريكية وسياستها في تطوير الفكر السياسي لدول منطقة الشرق الأوسط - قبل ثورات الربيع العربي - لتحقيق الديمقراطية فيها ولتكوين الشرق الأوسط الجديد، لمعارضة أنظمة الحكم في هذه الدول جعلها تتجه إلى إيران بقوة. وأشار رشاد إلى أن إيران تسعى إلى تعزيز دورها في الإقليم المحوري في منطقة الشرق الأوسط، لدعم موقفها كقوة صاعدة فيه تفيدها في محادثاتها في الملف النووي، بما يتفق مع مصالحها الإقليمية، وأفاد رشاد بأن صفقة "حافة الهاوية" التي تجمع بين إيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية الآن، حققت للطرفين مكاسب تأتي على رأسها تسوية الملف الإيراني لتهدئة الموقف في الشرق الأوسط واستقراره، وذلك للتفرغ والتحول إلى المحور الآسيوي، الذي بات يهدد المصالح الأمريكية، وخاصة من جانب الصينوروسيا. وأضاف رشاد، أن استمرار إيران - كمصدر توتر مطلوب أمريكياً في منطقة الخليج - هو لحمل الدول العربية المجاورة لها على الارتماء في أحضان الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعدم التفكير مستقبلاً في إنهاء وجودها العسكري الذي يحمي منابع البترول، ويساهم في تشديد الحصار على كل من روسياوالصين، ولخلق مبرر لاستمرار بيع الأسلحة المتطورة الأمريكية إلى دول منطقة الخليج العربي، والذي يتماشى مع استراتيجية الولاياتالمتحدةالأمريكية للسيطرة على الدول المختلفة، والتحكم في مواردها - وخاصة الدول والموارد البترولية - مستخدمة في ذلك وسائل عديدة من خلال خلق بؤر توتر في مناطق مختارة بعناية، تبرر وجودها العسكري في تلك المناطق. وأردف "رشاد" بالقول: "إن أمريكا تسعى - من خلال علاقتها بإيران - إلى تهدئة الأوضاع في سوريا، من خلال استغلالها في محاولة لإشراك المعارضة في النظام السياسي السوري الجديد، في إطار توفير الظروف المناسبة لاستقرار المنطقة، كهدف استراتيجي لكل من إيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية".