قتلت 100 مليون شخص.. من أشعل السجارة الأولى؟

أكدت دراسة سابقة لمنظمة الصحة العالمية، أن التبغ تسبب في وفاة 100 مليون شخص عبر العالم خلال القرن العشرين، وهو السبب الذي جعل القائمين على سياسات الدعم الموجهة للبلدان النامية يؤكدون أن التبغ يمكن أن يكون السبب الأول في 80 بالمئة من الوفيات حتى عام 2030 في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
من أشعل السجارة الأولى
بحسب مصادر تاريخية أن أول سيجارة أشعلت في العالم كانت من قبل شعب المايا، ولم تنطفئ حتى الآن، لكنها مرت بفترات تحول عديدة قبل أن تصبح على ما هي عليه اليوم، والنقوش في المواقع الأثرية تظهر كهنة من تدخين حضارة المايا القديمة أثناء أداء الطقوس الدينية.
المايا هي حضارة امتدت في جزء كبير من منطقة وسط أمريكا التي تعرف حاليا بجواتيمالا وبليز وهندوراس والسلفادور وفي نطاق خمس ولايات جنوبية في المكسيك وهي: كامبيتشي وتشياباس وكينتانا رو وتاباسكو ويوكاتان.
تأسست في البداية خلال فترة ما قبل الكلاسيكية، حوالي 2000 ق. م إلى 250 م، وفقا للتسلسل الزمني لوسط أمريكا، وصل العديد من مدن المايا إلى أعلى مستوى لها من التطور خلال الفترة الكلاسيكية، تقريبا في الفترة من 250 م حتى 900 م، وبلغت أوجها عام 700 ق. م، واستمرت خلال ما بعد الكلاسيكية حتى وصول الغزو الإسباني إلى الأمريكيتين.
وتشتهر حضارة المايا بمعابدها الرائعة وطقوس السحر والفن. لكنه يعرف أيضا باسم أصل التبغ والسجائر.
تاريخ التدخين في العصر الحديث
يعود تاريخ التدخين في العصر الحديث إلى عام 1492، عندما أعيد اكتشافه في أمريكا، ثم وصل إلى أوروبا، وانتشر في جميع أنحاء العالم ابتداء من القرن السابع عشر الميلادي.
وانتقل التدخين من مضغ التبغ مباشرة إلى تدخينه في غليون ثم السيجار، وكل هذا كان حفاظا على الأغنياء فقط، قبل أن يبدأ التصنيع التجاري في القرن التاسع عشر، وبدأ يظهر في الإعلانات ووسائل الإعلام من قبل، حتى تم حظره مؤخرا.
في العصر الحديث، كان الأمريكيون الأصليون من بين الأشخاص الذين لعب التبغ دورا رئيسيا فيهم، خاصة في الاحتفالات ذات البعد الديني، حيث أدت النسبة الكبيرة من النيكوتين فيه إلى حالة من التسمم عند المضغ، الأمر الذي يلعب دورا حاسما في الشامانية. الطقوس (التواصل مع العالم الآخر)...
واستخدمه الإيروكوا لعلاج وجع الأسنان، والهنود في وسط المكسيك لآلام الأذن، وقبيلة الشيروكي كمسكن عام للألم، وفي غواتيمالا كان يستخدم كمطهر للجروح.
لعب التبغ أيضا دورا اجتماعيا في شكل هدايا تقوي الروابط الاجتماعية، وعروض للآلهة، وفي الاتفاقيات السياسية حيث تم تمرير الأنابيب إلى المجتمعين.
التبغ من أمريكا إلى العالم
يعود الفضل أيضا إلى كريستوفر كولومبوس في جلب التدخين إلى أوروبا، كما ينسب إليه الفضل في اكتشاف الأمريكتيين.
في عام 1531، تمت زراعة التبغ لأول مرة في أوروبا، في سانتو دومينغو. بحلول عام 1600، انتشر استخدام التبغ في جميع أنحاء أوروبا وإنجلترا واستخدم كمعيار نقدي، وهي ممارسة استمرت لمدة قرن.
بعد دخول التبغ إلى أوروبا، انتشر تدخينه وزراعته منه إلى أجزاء أخرى من العالم. بحلول بداية القرن السابع عشر، كان التبغ يزرع في الهند والصين واليابان وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وغرب إفريقيا.
عندما تم إدخال "الأنبوب" إلى آسيا، سرعان ما تم إضفاء الطابع الاجتماعي عليه وصنع من مواد متنوعة مثل الخشب والخيزران واليشم والعاج والمعدن والسيراميك.