يبدو أن ظاهرة التسمم الغذائي تلاحق المدن الجامعية بمختلف محافظات الجمهورية، فمن حالات التسمم الغذائي التي انتشرت بجامعتي الأزهر والقاهرة، حتى وصل التسمم الغذائي إلى جامعة الزقازيقوبالمدينة الجامعية بها، حيث شعر عدد من الطلاب المقيمين بمجمع البطراوي للمدن الجامعية الموجود بشارع فاروق بمدينة الزقازيق، ظهر اليوم الجمعة، أثناء تناولهم وجبة الغداء بحالة من الإعياء الشديد أعقبها قيء وإسهال وآلام بالبطن عقب تناولهم “,”تونة و أرز وفاصوليا“,” في وجبة الغداء، وعلى الفور تم إخطار الدكتور “,”محمد عبدالعال“,” رئيس جامعة الزقازيق، فانتقل ومعه الدكتور “,”حامد عطية“,” نائبه لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة و“,”أحمد شعراوي“,” مدير المدن الجامعية بالزقازيق، ومعهم أكثر من 30 سيارة إسعاف، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفى الجامعي بجامعة الزقازيق، ومستشفى صيدناوي الجامعي، ومستشفى الأحرار، حيث تلقى الطلاب الإسعافات الأولية. وأكد الدكتور “,”سيد المر“,” بمستشفى الأحرار، أن أغلب الحالات مستقرة، وأن الوضع يتسم بالهدوء الآن، وقالت الطالبة “,”بسمة سيف“,” أمينة اتحاد طلاب المدن الجامعية بجامعة الزقازيق، إنَّ هناك حالات تسمم داخل المدينة الجامعية بين الطالبات نتيجة تناول وجبة ''تونة'' ويتم حاليًا نقل الطالبات إلى مستشفيات الجامعة ''الزقازيق الجامعي وصيدناوي''، وأضافت أن أعداد الطالبات في تزايد مستمر. كما أوضح الدكتور شريف مكين، مدير مرفق الإسعاف بمحافظة الشرقية، أن عدد الطلبة المصابين بالتسمم بالمدينة الجامعية بالزقازيق وصل إلى 170 طالبًا وطالبة ومن المتوقع إصابة 40 طالبًا بالتسمم فعليًا، ويجري الآن فحص باقي الحالات. وأضاف “,”مكين“,” أن إدارة الطب الوقائي بمديرية الصحة بالشرقية تحفظت على المأكولات الموجودة بمطبخ المدينة الجامعية وتم أخذ عينات منها للفحص في المعامل بأمر من نيابة قسم أول الزقازيق بإشراف المستشار أحمد دعبس، المحامي العام لنيابات جنوبالشرقية، وقال الدكتور محمد عبده، نائب قسم الباطنة بمستشفى الزقازيق الجامعي، إن المستشفى تلقى 33 حالة إصابة من المدينة الجامعية مصابة بحالات تسمم، مشيرًا في تصريحات خاصة إلى أن المصابين منهم 28 طالبة و5 طلاب يتلقون العلاج حتى الآن. وصرّح مصدر طبي بمستشفيات الزقازيق الجامعية، بأنه تم حتى الآن استقبال أكثر من 50 طالبًا وطالبة، وتم عمل الإسعافات الأولية لهم، ووضعهم تحت الملاحظة بالقسم الداخلي، لإجراء التحاليل اللازمة لهم لتحديد سبب التسمم. ومن جانبه، قرر المستشار حسن النجار، محافظ الشرقية، إيفاد فريق طبي برئاسة الدكتور “,”إبراهيم هنداوي“,” وكيل وزارة الصحة، لمجمع المدن الجامعية وذلك لفحص الطلاب، واكتشاف أي حالات تسمم جديدة وإسعافها على الفور، وتهدئة باقي الطلبة والطالبات منعًا لحدوث هلع لديهم يصيبهم بعدوى وهمية، وأشار المحافظ، إلى أنه تم إخطار رئيس الوزراء بالواقعة و ملابساتها، موضحًا أن الطلاب تناولوا وجبة “,”تونة“,”، وبفحص العبوات الفارغة، اتضح أن تاريخ صلاحيتها المدون عليها حتى عام 2015 وتم إخطار اللواء “,”محمد كمال“,” مدير أمن الشرقية، وتم تحرير محضر بالواقعة كما تم إخطار النيابة العامة التي تولت التحقيق، وقامت مديرية أمن الشرقية بالاستعداد لمواجهة أي تطورات، ومازالت المتابعة مستمرة من المحافظة للاطمئنان على سلامة باقي الطلاب. وأوضح عدد من الطلاب المصابين بالمدينة الجامعية أنهم شعروا في بداية الأمر بتغير طعم التونة عن الطعم الطبيعي، إلا إنهم تناولوها تفاديًا للجوع، خاصة في ظل عدم صرف أي وجبات غداء عقب الساعة الخامسة، وبعد تناول التونة أصيبوا بحالات من القيء والإسهال وطفح حبيبات على شفاههم، كما أوضحت إحدى الطالبات “,”فاطمة .م“,” أنه وعلى إثر ذلك تجمهر الطلاب داخل المدينة الجامعية، وبعد تأخر الأمن في نقل الطالبات إلى المستشفى وكذلك تأخر وصول الإسعاف، قام الطلاب من الذكور باقتحام المبنى ونقل الطالبات لمستشفى الزقازيق الجامعي، إلى أن وصلت سيارات الإسعاف وتم نقل المصابين. وندد الطلاب بالوجبات الغذائية التي تقدم لهم، والتي تكون عادة غير مكتملة الطهي وبها العديد من الشوائب وبعض الحشرات، كما أكد الطلاب أن علب التونة التي أدت لتسمم الطلاب كانت مجهولة المصدر وغير صالحة للاستخدام الآدمي. كما سادت حالة من الغضب الشديد بين أهالي الطلاب الذين تجمهروا أمام المدينة الجامعية، وأكد شهود عيان أن عمليات نقل المصابات خضعت إليها حتى الآن عشرات الطالبات، بينما شارك عشرات الشباب والأهالي في عمليات الإنقاذ عن طريق نقل الحالات في سياراتهم الخاصة والأجرة لمساعدة رجال الإسعاف، وبذلك الوضع تكون حادثة التسمم تلك في المدينة الجامعية بجامعة الزقازيق ليست الأولى من نوعها على مستوى محافظات الجمهورية، حيث سبقتها جامعتا الأزهر و القاهرة منذ أسابيع قليلة، وهذا الوضع يؤكد انتشار الفساد في كل مفاصل الدولة حتى في مطابخ المدن الجامعية للطلاب، وأن ثورة 25 يناير لم تصنع فارقًا أبدًا في القضاء على هذا الفساد؛ بل يتضح يومًا بعد الآخر أنه يزداد وبشكل كبير جدًا حتى أصبح يهدد حياة الجميع من الأطفال للشباب للكبار حتى طلاب الجامعات لم يسلموا منه. المثير للدهشة أن هذا الحادث يقع في نفس الجامعة التي كان يعمل بها أول رئيس مصري منتخب بعد الثورة، والذي لم يتركها إلا منذ أقل من ثلاثة أعوام، أي بعد قيام الثورة، وأيضًا في نفس محافظته والتي هي مسقط رأسه، والتي قضى بها أغلب سنوات عمره، ويبدو أن هذا لم يُحدث أي فارق في الاهتمام بالجامعة والعناية بشئونها، خاصة أن الذي يرأسها أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين وهو “,”الدكتور محمد عبدالعال“,” ولكن جامعة الزقازيق لم تلحظ أي تغير بعد قيادة الإخوان لها؛ بل ازداد وضعها سوءًا، حتى وقع حادث اليوم ليلقي بظلاله على الإهمال الشديد الذي تلقاه جامعة الزقازيق