أشارت دراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ الحفاظَ على لياقة البدن يُمكن أن يُساعدَ على الوقاية من النوبات القلبية، ويزيد من مُعدَّلات البقاء عند الأشخاص الذين يُعانون من مرض الشريان التاجيّ. كما بيَّنت الدراسةُ أيضًا أنَّ هذا الأمرَ كان صحيحًا، سواءٌ أخضع المرضى إلى إجراء جراحيّ بهدَف فتح شرايين القلب المسدودة أم لم يخضعوا إلى هذا الإجراء. حلَّل باحِثون بياناتٍ لأكثر من 9800 بالغٍ لديهم مرض الشريان التاجيّ، وخضعوا إلى اختبار الإجهاد على السير المُتحرِّك. تابع الباحِثون حالات المرضى لمدَّة 11 عامًا، من أجل معرفة ما إذا عانوا من نوبات القلب، أو خضعوا إلى إجراء جراحيّ لفتح شرايين القلب المسدودة، أو قضوا نحبهم لأي سبب آخر. قال مُساعدُ الباحث الرئيسيّ للدراسة جون ماك إيفوي، اختصاصيّ القلب لدى كلية الطبّ في جامعة جونز هوبكينز: "قُمنا بقياس القُدرة على مُمارسة التمارين؛ والتي يُعبَّر عنها بالمُعادِلات الأيضيَّة (الخاصة بعمليَّة التمثيل الغذائيّ)، من نتائج اختبار الإجهاد عند المرضى". وجد الباحِثون أنَّ كلَّ زيادة لمُعادِل أيضيّ في قُدرة الشخص على ممارسة التمارين قُيِّمَت بانخفاض في خطر الوفاة بنسبة 13 في المائة، بغضّ النظر عمَّا إذا خضع مسبقًا لإجراء جراحيّ يهدُف إلى فتح شريانٍ مسدود". قال مُعدُّ الدراسة روبرت هونغ، من جامعة جونز هوبكينز: "بيَّنت الدراسةُ أنَّ المرضى، الذين تمتَّعوا بأعلى درجات اللياقة، انخفض لديهم خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 75 في المائة، مُقارنةً مع المرضى الذين كانت مستوياتُ اللياقة في أدنى درجاتها لديهم. كان هذا صحيحًا سواءٌ أخضع المريض أم لم يخضع من قبل إلى جراحة الدعامات أو الشبكات أو جراحة المَجازة، من أجل فتح أيّة شرايين مسدودة". وجدت الدراسةُ ارتباطًا بين زيادة القدرة على مُمارسة التمارين والانخفاض في خطر مُضاعفات أمراض القلب، لكن لم تُبرهن على علاقة سببٍ ونتيجة. قال الباحِثون إنَّ النتائجَ تُسلِّطُ الضوء على أهميَّة التمارين واللياقة البدنيَّة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يُعانون من مرض الشريان التاجيّ. قال المُعدُّ الرئيسيُّ للدراسة الدكتور ميخائيل بلاها، الأستاذ المُساعد في الطبّ لدى كلية الطب في جامعة جونز هوبكينز: "تُشير نتائجُ الدراسة إلى أنَّ زيادة اللياقة البدنيَّة، من خلال برامج إعادة تأهيل القلب والتمارين، قد تكون رديفًا فعَّالًا للأدوية من أجل الوقاية من المُضاعفات التي تترافق مع مرض الشريان التاجيّ". "نأمل أن تُشجِّعَ نتائجُ الدراسة المزيدَ من الأطباء على الأخذ في الاعتبار وصفَ النشاط البدنيّ كخط أول في العلاج، لتحسين مُعدَّل البقاء ونوعيَّة الحياة عند مرضاهم القادرين على ممارسة تمارين آمنة".