بينما تحاول أوكرانيا تسريع عملية انضمامها لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد ضمّ روسيا 4 مناطق أوكرانية إلى أراضيها، فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية والناتو يصدّان تلك المحاولات باستماتة، بحسب تقرير لإذاعة "صوت أمريكا" الأمريكية. وأشارت الإذاعة،في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أن محاولات أوكرانيا لتسريع جهودها للانضمام إلى الناتو، قوبلت بحذر في بروكسل وواشنطن، حيث يحاول كبار المسئولين تحويل التركيز إلى دعمهم المستمر والثابت لكييف. وذكرت الإذاعة أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الجمعة، يظهر فيه أثناء قيامه بتوقيع طلب رسمي للحصول على عضوية سريعة في الناتو، وقال زيلينسكي إن أوكرانيا شقّت بالفعل طريقها إلى الناتو، واليوم تتقدم بطلب لشرعنة انضمامها. إلا أنه في المقابل، اعترض الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج على ما إذا كان الحلف سيتحرك بسرعة لتحريط طلب أوكرانيا، وذلك إجابة على سؤال أحد الحضور خلال إحاطة صحفية. وقال ستولتنبرج للصحفيين: "تركيزنا الآن على تقديم دعم فوري لأوكرانيا لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم الروسي "، وفقا لما نقلته إذاعة "صوت أمريكا"، مضيفا: "هذا هو التركيز الرئيسي والجهد الرئيسي لحلفاء الناتو"، مؤكدا أن هذا الدعم سيأتي "طالما يتطلب الأمر". وأشارت الإذاعة الأمريكية إلى أن المسئولين في حلف الناتو والدول الأعضاء دائما ما أكدوا أن الدول ذات السيادة، مثل أوكرانيا، يجب أن تتمتع بحرية السعي للحصول على عضوية الحلف، وبالفعل وفي يونيو الماضي، حضرت أوكرانيا قمة رؤساء دول وحكومات الناتو في مدريد، ومع ذلك لم يكن هناك اندفاع داخل الحلف لمنح أوكرانيا العضوية الكاملة. ومن جهة أخرى، صرح مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان للصحفيين، أمس /الجمعة/، بأن "وجهة نظرنا هي أن أفضل طريقة بالنسبة لنا لدعم أوكرانيا هي من خلال الدعم العملي على الأرض في أوكرانيا، وأن العملية في بروكسل (مقر الناتو) يجب أن تتم في وقت مختلف". يذكر أن السبب الرئيسي لإطلاق روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا هو محاولة كييف للانضمام إلى الناتو، حيث وصفت موسكو مرارًا أن توسع الناتو بمثابة تهديد وجودي بها، كما أكدت أن منح أوكرانيا عضوية الحلف ستكون استفزازًا. وأشارت الإذاعة إلى أن بعض المسئولين الأمريكيين ودول الاتحاد الأوروبي أكدوا أن رد فعل روسيا على محاولة انضمام أوكرانيا للناتو كان له تأثيرا معاكسا، حيث تحركت السويد وفنلندا للانضمام إلى الناتو في يوليو الماضي، وبالفعل وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على منحها للبلدين في أغسطس الماضي، لكن لا يزال يتعين على المجر وتركيا فقط التصديق على طلبات العضوية.
