ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن التوترات الحالية بين موسكووواشنطن بسبب جزيرة القرم، تصعب من التعاون بين البلدين، ما يثير مصاعب دولية في كثير من الملفات الصعبة. تقول الصحيفة إن العلاقات الدولية متشابكة، وتكمن أزمة أفعال روسيا في أوكرانيا أنها تخاطر بإقحام القضايا الأخرى المعقدة، من جهود احتواء طموحات إيران النووية إلى الآمال الواسعة حيال نزع السلاح الكيميائي في سوريا. وترى الصحيفة أن أصداء الحرب الباردة تطل برأسها في شبه جزيرة القرم، ويمكن أن تؤثر تداعياتها على بعض مشاكل عالم اليوم المتعدد الأقطاب، في الوقت الذي تتراجع فيه قوة الولاياتالمتحدة، وتعرض باراك أوباما لانتقادات في الداخل والخارج بسبب تردده في استخدام القوة، وعدم التصرف بشكل حاسم. وأضافت الصحيفة: بالنظر إلى التوترات الحالية، من المرجح أن التعاون بين أمريكاوروسيا سوف يصبح أكثر صعوبة، الأمر الذي سيؤثر في الأزمة السورية، وقضايا مثل الأسلحة الكيميائية التي هددت لفترة وجيزة بتصعيد خطير للحرب الدائرة هناك. المسألة الأخرى تتعلق بإيران، فقد حذر محللون أن إيران قد تشعر بالجرأة بسبب المواجهة بين روسياوأمريكا، وذلك لأن الكثير من التعاون بين الطرفين يعتمد على التعاون الأمريكي الروسي، واقتبست الصحيفة تعليق جورج فريدمان بأن إلحاح أمريكا لتحقيق السلام مع إيران، إضافة إلى مصلحة روسيا في عرقلة تقدم واشنطن، يمكن أن يعزز النفوذ الإيراني مؤقتا في المحادثات مع واشنطن. وأشار معلقون آسيويون أنه في حالة ترك أمريكا وأوروبا لروسيا تسيطر على أوكرانيا بلا رادع، فمن المرجح أن تتصرف الصين وكوريا الشمالية بشكل أكثر قوة في المستقبل. ورأت الصحيفة أيضا أن الأزمة الأوكرانية لها آثار "طيبة" على بشار الأسد، لأنه سيقلل من الضغوط التي تمارس عليه من موسكو، لتقديم تنازلات كبيرة إلى المتمردين الذين يقاتلون للإطاحة به.