أكد المهندس مروان الفاعوري الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية ، أن المنتدى بقيادة الإمام الصادق المهدي ، يبذل جهودا كبيرة للاسهام في فض النزاعات التي تتعرض لها الدول العربية والإسلامية وتستنزف مقدرات هذه الأمة..منوها في هذا الإطار بأن المنتدى قام بثلاث مبادرات للوساطة بين الإخوان المسلمين والحكومة المصرية لحل الأزمة القائمة بينهما. وقال الفاعوري – في تصريحات لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان – إن المبادرة الأولى كانت قبل حكم الإخوان أي أثناء الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر ، حيث كان المنتدى حريصا على توحيد الجهود للخروج برئيس توافقي بين القوى الإسلامية والليبرالية والوطنية. أما المبادرة الثانية – وفقا للأمين العام– فقد كانت إبان صياغة الدستور ، مشيرا إلى أن المنتدى لاحظ أن هناك استقطابا حادا داخل المجتمع المصري وانقساما قادما وهو ما دفعه لإجراء اتصالات مع كافة الأطراف الإسلامية والليبرالية والوطنية والدينية منها الإخوان المسلمون والسيد حمدين صباحي والسيد عمرو موسى والبابا تواضروس الثاني. وتطرق الفاعوري للمبادرة الثالثة ، قائلا "إنها كانت بعد انتهاء حكم الإخوان المسلمين حاولنا طرح صيغة كانت مقبولة للاخوان والمجلس العسكري وتعتمد خارطة الطريق" .. مؤكدا في هذا الصدد على أن الأطراف (المشتبكة) لم تقبل هذه المبادرات لسبب أو لآخر وقد يكون للتداخل المحلي بالإقليمي وبالدولي. ونوه الأمين العام بأن المنتدى قام أيضا بجهود في دفع عملية المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس منذ حوالي ثلاث سنوات ونصف .. كما كان له دور في الإسهام بإبعاد شبح الصدام بتونس وتعزيز خط التوافق الوطني بين القوى المشاركة في الثورة هناك..معتبرا أن ما قامت به حركة النهضة من خطوات متقدمة باتجاه التوافق على الدستور والحكومة تمثل المدرسة الوسطية العملية والواقعية في المجال السياسي. وتقييما للخطاب الإعلامي الإسلامي في الوقت الراهن..أعرب الفاعوري عن اعتقاده بأن هذا الخطاب يحتاج إلى الانتقال من خطاب الدعوة والحركة إلى خطاب الأمة والدولة ، وأن يطمئن الشركاء المحليين والدوليين بأن الإسلاميين يمكن أن يكونوا طرفا موثوقا وأمينا في الحكم وأنهم ديمقراطيون يقبلون بالتداول السلمي على السلطة. وشدد على ضرورة أن يميز الخطاب الوسطي بين الأفعال المشروعة في مقاومة المحتل وبين الأعمال الإرهابية التي تصدر من الحركات المتطرفة ، التي يمكن أن تستهدف ترويع الآمنين وتدمير الممتلكات ومهاجمة المؤسسات الرسمية والخاصة. وأدان الأمين العام للمنتدى التطرف بشقيه العلماني والإسلامي وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة وتنظيم داعش..قائلا "إننا نرى أن هذه الحركات تقابلها حركات مماثلة في الغرب فالتطرف يقابله تطرف"..مؤكدا على أن صوت العقل والحكمة والاعتدال يجب أن يكون الأعلى. وأعرب الفاعوري عن تمنياته بأن يقوم العقلاء بدور أكبر في وأد نيران التكفير والتطرف والإرهاب الناتج عن الصراع السياسي في الدول العربية التي عانت من هزات ارتدادية إبان الربيع العربي وبعده ، وأن يكون الهدف هو الحفاظ على المكون الإسلامي الرسمي والشعبي..داعيا إلى ضرورة عدم التفريط في الحركات الإسلامية المعتدلة في آتون الصراع والاختلاف. ونوه بأن المنتدى العالمي للوسطية – الذي تأسس في العام 2002 ويتخذ من عمان مقرا رئيسيا له - يهدف إلى تعزيز منهج الوسطية والاعتدال والتصدي لكافة أشمال التطرف والغلو الفكري والسلوكي ، وإلى تكوين منظومة فكرية تعبر عن الروح الأصيلة للأمة الإسلامية بعيدا عن دعاة التطرف والجمود والانغلاق. ووفقا للفاعوري .. يتصدى المنتدى – الذي توجد له فروع عديدة في مصر ، السودان ، العراق ، تونس ، الجزائر ، المغرب ، موريتانيا ، اليمن ، وباكستان – إلى الحملة الظالمة التي تستهدف وصم الأمة الإسلامية بالإرهاب ويسعى إلى التعاون مع قوى الاعتدال في العالم العربي والإسلامي والمحيط الدولي. وقال الأمين العام إن المنتدى يسلك وسائل عدة لتحقيق أهدافه منها عقد المؤتمرات والندوات والدورات التأهيلية للشباب وأئمة المساجد والمعلمين والمعلمات وأساتذة الجامعات والنشرت والمجلات والموقع الالكتروني وكافة وسائل الإعلام المعاصرة.