تناول عدد من الكتاب في مقالاتهم اليوم الجمعة عددا من القضايا المهمة في مقدمتها تداعيات قرار دول السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائهم من قطر. ففي مقاله "وماذا بعد" بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب محمد عبد الهادي علام إن "بوادر تحرك الحكومة الجديدة للتصدى لأزمات الواقع الصعب، وتراكمات سنوات من الفشل والتراخى فى علاج حقيقى لمعضلات استعصى حلها، تؤكد أن إرادة التغيير حاضرة، وبقوة، ولتحقيق ما خرج الشعب من أجله قبل 3 سنوات". وأوضح الكاتب أن الشعب مازال يتوق إلى قيادة جديدة للبلاد تضع اللبنة الحقيقية لمجتمع أكثر إنتاجية وشفافية، فى إطار أوسع لعدالة اجتماعية تصل إلى كل الشرائح الاجتماعية.. فحسنا فعل رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب بنزوله ووزرائه إلى الناس ومواجهتهم بالحقائق، والتأكيد على عدم التستر على الفساد، وأن الحقوق يقابلها واجبات.. وأن الأجر والحافز والأرباح يقابلها العمل والانتاج، وليس الفوضى والمطالب الفئوية والخاصة. وأكد أن ذلك يعتبر بداية تعبر تعبيرا صحيحا عن مفهوم المرحلة الانتقالية بوصفها تأسيسا لنظام سياسى جديد يعبر عن أهداف ثورتين يتطلب تحقيقها التكاتف والشعور بالمسئولية الوطنية فى هذه الظروف الصعبة، واحترام الدستور والقانون والنظام العام والعمل. وأوضح أن هذا الأداء مع قرب الانتخابات الرئاسية يعطى للشعب آمالا عريضة فى استعادة الثقة فى القدرة على بدء مرحلة جديدة، وبالقدر نفسه، يصيب هذا التفاؤل مجموعات المصالح الخاصة، والمرتبطة بدوائر الفساد التى سددت الضربة القاضية لنظام مبارك من داخله بإحباط شديد وحالة جنونية بعد أن أدركت تلك المجموعات أن الدولة عائدة وعازمة على القيام بوظائفها، والمضى فى تحقيق أهداف العدالة الاجتماعية. وقال إن "هذه المجموعات ورثت منظومة متكاملة من الفساد على مدى أكثر من 30 عاما سبقت ثورة 25 يناير، وبرهنت على أن هناك مرضا عضالا أصاب المجتمع المصرى بعد إجهاض مشروع النهضة فى سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي". ومن جانبه، قال الكاتب عماد الدين حسين - في مقاله "علامة تعجب" بصحيفة "الشروق" - "لو صح أن الموقف القطرى من الثورة المصرية في 30 يونيو هو السبب الرئيسى فى سحب السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة، فالمؤكد أننا بصدد تحول كبير فى السياسة الخليجية". وتساءل "ولكن ما الذى دفع البلدان الثلاثة إلى اتخاذ هذه الخطوة الخطيرة ؟".. نضيفا أن "أغلب الظن أن القرار لم يكن حبا فقط فى مصر والحفاظ على استقرارها، بل كان فى الأساس بسبب وجود قناعة خليجية تبلورت فى الشهور الأخيرة خلاصتها أن السياسة القطرية صارت خطرا على الأمن القومى الخليجى والتركيبة السياسية والقبلية والدينية للمنطقة". وأوضح أن موقف الدول الخليجية من قطر ليس كرها فى الإخوان، بل لأنهم صاروا يخشون أن الدوحة لم تعد تكتفى فقط بمحاولة إعادة الإخوان لحكم مصر أو تهديدها عبر ليبيا، بل تجاهد فى أن تأتى بالجماعة إلى داخل الخليج نفسه، هذا التخوف لم يعد هاجسا، بل صار واقعا طبقا لدبلوماسيين عديدين فى السعودية والإمارات، خصوصا وأن الأخيرة حاكمت وتحاكم خلايا تقول إنها تنتمى إلى الجماعة. كما تساءل الكاتب قائلا "هل ستتأثر قطر بهذه الخطوة وكيف ستتعامل معها؟ فالبعض يستدعى التاريخ ويقول إن علاقات الدوحةوالرياض تدهورت بشكل خطير فى أعقاب أزمة 1996 الشهيرة وكانت مصر/مبارك طرفا فيه أيضا بعد انقلاب الأمير حمد على والده الشيخ خليفة آل ثان، ورغم ذلك فإن هذا الخلاف استمر لسنوات طويلة قبل أن يهدأ قليلا قبل ثورات الربيع العربى بقليل". إذا تكرر هذا السيناريو فالأزمة مرشحة لتمدد والتدهور ، العامل الثانى هو الموقف الأمريكى ، وهناك اعتقاد بأن علاقة واشنطن بكل بلدان الخليج جيدة جدا رغم وجود خلافات بشأن بعض الملفات مثل إيران وسوريا ومصر ، ولكن ربما يكون الموقف القطرى ورقة مهمة فى يد واشنطن للضغط بها على القاهرة للحصول على تنازلات . فى كل الأحوال فإن الموقف الخليجى الأخير ليس نهاية المطاف بل هو ربما بدايته. وفي مقاله "خط أحمر" بصحيفة "المصري اليوم" قالت الكاتب سليمان جودة إن "قرار سحب سفراء السعودية، الإمارات، والبحرين، من الدوحة لابد أن يهز كيان قطر، كما لم يهزها شىء من قبل، وأن يجعلها تراجع نفسها، وبسرعة، فى سياستها إزاء جيرانها، ثم فى المنطقة إجمالا، منذ أن وصل الأمير السابق حمد إلى الحكم عام 1995، إلى هذه اللحظة. وأضاف "عندما يكون رد الفعل على توجهات من هذا النوع بحجم ما جرى خليجيا، ومن ثلاث عواصم كبرى، بوزن الرياض أبوظبى والمنامة ، فلابد أن ينتبه أهل الحكم فى الدوحة إلى أن هناك خطأ فادحا من جانبهم تراكم بفعل الزمن، حتى تحول إلى خطيئة وأنه لابد من التحول عن سياسات أعوام مضت، سريعا ودون إبطاء لأن الثمن الذى يمكن أن تدفعه الدولة القطرية، إذا مادامت السياسات الحالية، سوف يكون فادحا". وتابع الكاتب أنه "حين يصدر قرار مفاجىء من العواصم الثلاث بسحب السفراء، فى توقيت واحد هكذا، فليس لهذا معنى سوى أن صبر أنظمة الحكم فى العواصم الثلاث قد نفد، وأن الحكام فيها قد منحوا قطر الفرصة وراء الفرصة، وأنهم قد نبهوها أكثر من مرة وأن صبرهم عليها قد طال، وأنهم صبروا، وصبروا، وصبروا، فاكتشفوا أن الطرف الآخر قد فهم الصبر على أنه ضعف، فكان لابد من إجراء من نوع ما تم اتخاذه".