يبحث الإنسان عن الأضواء، يهرول للحصول على الثناء، يفتش عن الشهرة في كل مكان، حتى يرى أن اهتمام الناس به هو تقديرًا واحترامًا له. فيصارع للحصول على أنظار الجميع، ورغم أن الشهرة ليست أزمة يٌمنع الناس عن حبها، ولكن المشكلة عندما تتحول الشهرة إلة وهم، ويجعلها الإنسان غاية يبذل فيها كل مايملك، ولو كان ذلك على حساب المجتمع. فيتحول إلى قاتل، أو سارق، فيتحول الأمر إلى هوس الشهره، الذي يُعتبر مرض مكتمل الأركان. يبحث الشخص الذي يميل إلى هوس الشهرة بلفت الأنظار ولو وصل الأمر للقتل، وتتعد أمثلة الهوس بالشهرة والبحث عنها، في منتصف القرن الخامس الهجري، قام أحد الأشخاص، بالتبول في بئر زمزم، فاتجه نحوه الناس، ليعتدوا عليه بالضرب، وعندما تقدماو لسؤاله عن فعله الغريب، قال أردت الشهرة وأن يُشار إلى من الناس، هذا الشخص الذي تبول في بئر زمزم. أقصر طريق للشهرة أن تقتل صاحبة العمارة التي تسكن فيها: عبارة قالها الكاتب الفرنسي ألبير كامو، تفسر مايحدث في وقتنا الراهن، بحث الكثيرون عن الشهرة خاصة من الجيل الناشئ، فأصبحوا قدوة لاخرين، مهما كانت نوع هذه الشهرة، فالشهرة لها بريق تخطف أفئدة البشر، وخاصة المراهقين، وأصبحت طريقًا سهلًا للبعض، لأنها لاتحتاج إلى تميز فتحولت إلى ظاهرة مرضية، انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي، حادثة نجم ذا فويس كيدز معاذ عيسى، الذي اعتدى على صديقه بمفتاح، تسبب في كسر جمجمته، ودخوله العناية المركزة، وحسب التقارير الطبية أوضحت أن الطفل "حسن" الذي اعتدى عليه "معاذ" في حالة حرجة، بينما أصدرت نيابة الطفل بجنوب القاهرة اليوم، قرارا بحبس نجم "كيدز" أربعة أيام، يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، العنف سلوك غريزي، والهدف منه تسليط الطاقة العدائية تجاه الآخرين، حتى في حالة أن نرى الطفل يتعامل بشكل طبيعي، وناجحًا في حياته، إلا أنه فجأة يستخدم العنف، ويرجع سبب ذلك للتنشئة الأسرية، نقص التغذية أيضا وسوء التغذية تؤدي إلى العنف لدى الأطفال على سبيل المثال أثناء فترة كورونا 30 مليون طفل على مستوى العالم يعانون من نقص التغذية، كما أن سوء التغذية يؤدي إلى سلوك عدواني لدى الطفل، إحدى الدراسات التي تم عملها في بريطانيا على 17 ألف طفل أكدت أن 69% بالمائة من الأطفال التي أُجريت عليهم الدراسة لديهم سلوك عدواني بسبب سوء التغذية، وتناول "الشيكولاته" لمرة واحدة في اليوم، لذلك في أمريكا يُمنع على الأطفال تناول الشكولاته حتى سن ال 5 سنوات. وواصل "هندي" أن سلوك العنف تراكمي لدى الأطفال وليس من يوم وليلة، وخاصة في حالة التدليل الزائد للأطفال، ف "معاذ" نجم كيدز، ربما مع تدليل أسرته، وإصابته بالهوس، والشهرة كون لديه استعلاء، وكونت لديه نظرة تضخمية تجاه ذاته، وخاصة أنه وجد بيئة خصبة تعزز له هذه المفاهيم، وشعوره الدائم بعدم العقاب، وتعزيز الأسرة لمفهوم العنف لديه، مثل عدم معاقبته في حالة عصبيته على حارس الجراج أو غيره، جعله لديه نظرة تضخمية للنفس، كانت نتيجته هو التعدي على صديقه. ويرى الدكتور وليد هندي، أن العقاب ىلا يكون فقط على الطفل، بل على أسرته، لأنهم هم من عززوا لديه تضخم الذات.