اهتمت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم /الثلاثاء/ بتطورات الأزمة الأوكرانية والتواجد العسكرى الروسى بشبه جزيرة القرم. وبعنوان "القرم: الرد الخجول من جانب الغرب على موسكو"..إنتقدت "لوفيجارو" الموقف الغربى من الأزمة الحالية..مضيفة أنه بعد ما يقرب من أسبوع من "الصمت النسبي"، بدأت أوروبا والولاياتالمتحدة فى إظهار العضلات "على الأقل لفظيا" ردا على (الرئيس الروسى) فلاديمير بوتين. وأشارت إلى أن الانتقادات الحادة تنطلق من واشنطن حيث هددت الولاياتالمتحدة بعزل روسيا اقتصاديا بعد إلغاء سلسلة من الاجتماعات الدولية..أما على الصعيد الأوروبى فقد طالب الاتحاد من روسيا سحب قواتها من القرم، كما تقرر عقد قمة أوروبية استثنائية بعد غد /الخميس/ ببروكسل. وأعتبرت "لوفيجارو" أن التهديدات الغربية حيال موسكو لاتزال "رمزية" إذ أن هناك إنقساما (داخل الاتحاد الأوروبى) حول كيفية الرد على موسكو فدول البلطيق وبولندا تؤيد إتخاذ موقفا متشددا، أما ألمانيا فتساند الحوار مع موسكو "وبالتالى تمخض إجتماع وزراء الخارجية أمس ببروكسل عن فأرا". وأوضحت اليومية الفرنسية انه بالتأكيد، فإن الاتحاد الأوروبي يهدد بتقويض العلاقات مع روسيا في حالة عدم العدول عن "التصعيد" في أوكرانيا، ولكن في البداية، قرر رؤساء الدبلوماسية الأوروبية ببساطة تعليق المحادثات مع روسيا بشأن قضايا التأشيرات ... أما (الرئيس الأمريكى) باراك أوباما لديه هامش محدود للتحرك فيه: إذ انه يحتاج الى موسكو فيما يتعلق بالأزمات الدولية الكبرى وعلى رأسها إيران وسوريا وأفغانستان. وأشارت "لوفيجارو" انه ومن الجهة الأخرى..فإن الرئيس الروسى يتابع "ببرود" رد الفعل الغربى..لافتة إلى أن بوتين لديه أسلحة أخرى: الطاقة والاقتصاد والسياسة. وذكرت اليومية الفرنسية ان جميع جميع هذه البطاقات استخدمت من قبل الكرملين في السنوات الأخيرة لتثبيط الجمهوريات السوفيتية السابقة على الاقتراب من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. ونقلت الصحيفة عن جودى ديمبسى المتخصصة فى الشئون الروسية بمعهد "كارنجى" قولها أن بوتين حاول بناء ستار حديدى جديد فى جميع أنحاء القارة " ولقد حان الوقت لأن يعترف القادة الأوروبييون أن عهد الأوهام نحو روسيا قد إنتهى". ومن ناحيتها كتبت صحيفة "لوموند" أن الغاز الروسى يعد "المسألة الحاسمة" بالنسبة لأوكرانيا كما البلدان الأوروبية..مشيرة إلى أن هذا هو وضعته الدبلوماسية الذكية فى حسابنها منذ عدة أسابيع فى التعامل مع موقف موسكو من الأزمة الأوكرانية. واضافت "لوموند" انه في حين أن بعض الدول في أوروبا تلوح بفرض عقوبات مستهدفة لموسكو، إلا أن تلك الخطوة لم تتعدى التهديدات، إذ أن روسيا تمتلك "سلاحا كبير الحجم..ألا وهو الغاز". وذكرت اليومية الفرنسية أن الغاز يعد أحد التحديات الرئيسية للأزمة بين روسياوأوكرانيا، ولكن أيضا يؤثر على الاتحاد الأوروبي، لاسيما وأن ربع الغاز المستهلك في الاتحاد الأوروبي يعتمد على روسيا، و60 بالمائه منه يمر عبر أوكرانيا. وأوضجت أن الغاز الروسي يشكل وسيلة للضغط على الدول ال28 الأعضاء بالإتحاد الأوروبى، بما فى ذلك فرنسا التى تعتمد عليه بنسبة 15 بالمائه من إستهلاكها..أما بالنسبة لأوكرانيا، فإنها تستورد 60٪ من احتياجاتها من الغاز من روسيا، على الرغم من مواردها الخاصة.