يلعب مسرح ذوى الاحتياجات الخاصة دورا مهما، في تنمية قدراتهم الذهنية والحركية، والتأثير فيهم وجدانيا، والترفيه عنهم، ودمجهم في المجتمع، ولفت أنظار المجتمع لقضايا الإعاقة بأنواعها، وتقديمهم وتقديم مشكلاتهم بشكل يحفظ لهم مكانتهم وحقوقهم وتهتم الدولة بمسرح ذوى الإعاقة فنجد وزارة التربية والتعليم تخصص من خلال الإدارة العامة للأنشطة الثقافية والفنية وتوجيه عموم المسرح بالمحافظات مسابقة سنوية لمسرح ذوى الاحتياجات تقدم فيها عشرات العروض في الجمهورية وأنشأت وزارة الثقافة أخيرا فرقة الشمس لذوى الاحتياجات ويتولى إدارتها الفنان يوسف أبو زيد وخصصت لها مسرحا خاصا وتعد سنويا خطة للعروض التى تقدم فيها مجموعة كبيرة من ذوى الاحتياجات، كما تقدم وزارة الشباب والرياضة والشئون الاجتماعية من خلال الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى المهتمة بذوى الاحتياجات عشرات المسرحيات. ومن المهتمين بمسرح ذوى الاحتياجات يبرز اسم اثنتين من مخرجات المسرح هما أميرة شوقى ورضا بكرى لما لديهما من دأب ومثابرة وإخلاص لقضايا هذا المسرح واعتباره قضيتهما الرئيسة التى يسخران لها كل طاقتهما. فالمبدعة أميرة شوقى مخرجة معتمدة بالهيئة العامة لقصورالثقافة وبعد أن حققت رصيدا فنيا بعروض لفرق الأصحاء مثل مسرحيات «الأرملة الماكرة» بمسرح الجمهورية و«الخادمات» لجان جنيه على مسرح عائم الجيزة و«ساسترى» لعدد من المهرجانات و«مسافرون» الذى قدمته على هامش المهرجان التجريبى و«شاهد عيان» عن مسرحية فصيلة على طريق الموت لألفونس و«ملك الزبالين» لفرقة قصر ثقافة بهتيم وغابة الطين لمسرح أطفال الجيزة وبعد كل هذه النجاحات وإيمانا منها بحق ذوى الاحتياجات في مسرح يتبنى مشكلاتهم ويقدمهم قامت بتأسيس «فرقة الشكمجية لذوى الاحتياجات الخاصة » من الأطفال ذوى الإعاقة الذهنية والسمعية وقامت بدمج الاعاقات ودمج أقاربهم أو أخوتهم الأصحاء لدمجهم بالمجتمع وعملت على تطويرقدراتهم من إدراك ومهارات متنوعة وعلاجهم عن طريق الفنون، فهى تكسب الطفل المعاق الثقة في نفسه والثقة في الآخرين كونه يواجه الجمهور ويعبر عن حاله ولدى المخرجة أميرة شوقى أمثلة متعددة لحالات التوحد قامت بعلاجها وأصبحت الآن تواجه الجمهور بلا خشية كما كان من قبل، أما عن الأمهات فأصبحن أكثر سعادة بعد تحويل أبنائهن من عبء في العائلة إلى سبب للتفاخر بهم ويعرض فريق الشكمجية مسرحياته في كل مكان (مسرح قاعة حديقة عامة شارع) وقدم عدة عروض منها «في الفن حياة» و«الواد اللى في راسه عرائس» و«شبح البرلمان» وفازت الفرقة بجائزة مهرجان آفاق أفضل عرض مسرحى وقامت بتنفيذ ورشة في الفن حياة مع الإدارة العامة للتمكين الثقافى بهيئة قصور الثقافة. المبدعة الثانية هى المخرجة رضا حسن بكرى، الحاصلة التى تعرفت عليها من عام 1996، في إحدى الدورات التدريبية الخاصة بالإعلام التربوى، بعد حصولها على بكالوريوس إعلام تربوى، وعدة دبلومات في التربية الخاصة، ثم الماجستير، وهى الآن باحثة دكتوراة في نفس الموضوع، الذى عشقته منذ أن عملت إخصائية تربية مسرحية بتعليم القاهرة، وخبير مناهج تعليمية منتدب بمركز تطوير المناهج بالوزارة وعضو لجنة وضع الخطة الإستراتيجية للتعليم من2014حتى 2030 وشاركت في وضع إطار كتب مدارس التربية الخاصة للإعاقات الفكرية والسمعية والبصرية بمركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم وقدمت لمسرح الطفل وخاصة ذوى الاحتياجات عدة كتب منها كتاب (المسرح وتنمية مهارات الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة) وكتاب (طفلى والمسرح) وكتاب (الأنشطة التربية وأثرها على الطفل ذوى الاحتياجات الخاصة). نحن إذن مع مخرجة متخصصة في مجال ذوى الاحتياجات تعى ما يقدم لهم لتطويرهم ومعالجة قضاياهم وقد نجحت في تقديم العديد من المسرحيات في مسابقات التربية الخاصة بتوجيه إدارة شرق مدينة نصر التعليمية وحصلت على المركز الأول على مديرية التربية والتعليم بالقاهرة في الإخراج المسرحى في مسابقة التربية الخاصة عدة مرات سواء كانت الإعاقة سمعية أو فكرية أو بصرية على مدى 21 سنة وقدمت العديد من ورش إعداد الممثل للأطفال العاديين وذوى الاحتياجات الخاصة داخل وخارج وزارة التربية والتعليم كما أسست فرقة السندس الفنية لذوى الاحتياجات الخاصة وتديرمركزا خاصا لتأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة. وقد كرمت المخرجة رضا بكرى من وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة التربية والتعليم ومديرية التربية والتعليم بالقاهرة ووزارة الشباب والرياضة وكلية التربية جامعة عين شمس وإدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة وإدارة الموهوبين والمركز البريطانى الدولى للمبدعين والقسم التعليمى بالمتحف المصرى وكثير من الجمعيات الأهلية والجهات الحكومية.