تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأحد ، بتذكار رحيل القديسة براكسيا العذراء حيث كانت ابنة لوالدين من عظماء مدينة رومية ومن عائلة الملك أنوريوس. وعند رحيل والدها أوصى الملك بها واتفق أن تأتى والدتها إلى مصر لتحصيل أجرة الأملاك والبساتين التى تركها لها زوجها فأحضرت ابنتها معها وكان عمرها وقتها تسع سنوات ونزلتا بأحد أديرة العذارى. وكانت راهبات الدير غاية النسك والتقشف فلا يأكلن المأكولات الدسمة ولا زيتا ولا فاكهة ، ولا يذقن خمرا ، وينمن على الأرض فأحبت هذه الصبية الدير واستأنست بالخادمة التى فيه فقالت لها الخادمة :" عاهدينى أنك لا تتركين هذا الدير " فعاهدتها على ذلك ولما أنهت والدتها عملها الذي كانت قد أتت لأجله فأمتنعت ابنتها عن العودة معها قائلة " أنى قد نذرت نفسي للمسيح ولا حاجة بي إلى هذا العالم ، لان عريسى الحقيقي هو السيد المسيح . فلما عرفت والدتها ذلك منها وزعت كل مالها على المساكين وأقامت معها في الدير عدة سنوات ثم رحلت بسلام وسمع أنوريوس هذا الخبر فأرسل يطلبها ، فأجابته قائلة بأنها نذرت نفسها للسيد المسيح ولا تقدر أن تخلف نذرها فتعجب الملك من تقواها على صغر سنها وتركها أما هي فسارت سيرة فاضلة وتعبدت تعبدا زائدا فكانت تصوم يومين يومين ثم ثلاثة فأربعة فأسبوعا وفي صوم الأربعين لم تكن تأكل شيئا مطبوخا . فحسدها الشيطان وضربها في رجلها ضربة آلمتها زمانا طويلا إلى أن تحنن الرب عليها وشفاها وقد أنعم الرب عليها بموهبة شفاء المرضى وكانت محبوبة من الأخوات والآم الرئيسة لطاعتها العظيمة لهن . وفى إحدى الليالي رأت الرئيسة أكاليل معدة فسألت لمن هذه ؟ فقيل لها : " لابنتك بركسية " وهى ستجيء الينا بعد قليل " وقصت الام الرؤيا علي الأخوات وأوصتهن ألا يعلمن براكسية بها ولما حانت أيامها لتترك هذا العالم اعترتها حمى بسيطة فاجتمع عندها الام والأخوات والخادمة وطلبن منها أن تذكرهن أمام العرش الإلهي ثم رحلت بسلام .