بدأت، قبل قليل، فاعليات مؤتمر القوى الثورية، التي انطلقت من ثورتي 25 يناير و3 يونيو، تحت عنوان "المؤتمر الثوري لبناء الوطن" بدقيقة حداد على أرواح من سالت دماؤها من أجل الوطن. أصدرت تلك القوى الثورية بيانا مشتركا يؤكد إيمانها بأن الشعب المصري قادر على إعادة بناء الوطن والنضال بكفاءة عالية، وإيمان صادق وعزيمة قوية، وأنه الحامي المخلص لثوراته، وإيمانه بالحرية بمختلف أبعادها، ولكن في احترام الدستور والقانون، وأن تتناسب مع الهوية المصرية والموروث الثقافي الاجتماعي المصري. وأضاف البيان "نؤمن بالديمقراطية التي تؤسس لدولة وطنية ديمقراطية تسودها قيم العدالة والمساواة والتسامح وقبول الآخر ما لم تتلوث يداه بالدماء، أو شارك في نهب مقدرات الشعب، ونؤمن أن أهداف الثورة لن تتحقق بالشعارات والجدل، لكن بالبناء والعمل، ونرى أن القصاص لدماء الشهداء حتمي، ولكن ليس بإراقة دماء جديدة، ولكن بالاحتكام إلى القضاء العادل العاجل"، وأشار البيان الذي تلاه محمد عباس منسق تحالف من أجلك يا مصر، إلى أنهم لن يسمحوا للماضي بالعودة مرة أخرى ليصادر المستقبل، مشيرا إلى قدرة القوى على المشاركة البناءة في صياغة وبناء المستقبل، معتبرا أن مهمة القوى الثورية "حماية قاعدتنا الشعبية وكسب المزيد إلى الاصطفاف الوطني الجامع لتأمين المصالح والحاجات الضرورية لأبناء الشعب، وعدم السماح بالمساس بها أو الاعتداء عليها من أي طرف من الأطراف تحت أي شعار، أو مسمى". وتابع "نرى أن مهما اختلفت أفكارنا ورؤيتنا لا مجال لمعارك بيننا، فنحن جميعا في مواجهة أعداء الوطن بالداخل والخارج، وعلينا جميعا أن نتّحد لننتصر على الجهل والفقر والمرض والإرهاب بكل أشكاله.. ونرى أن الحكومة يجب أن تعلم أنها أتت بعد ثورتين سالت فيهما دماء كثيرة، من أجل أن يتحقق رخاء هذا الوطن، وتمكين الشباب من المشاركة الفاعلة، لذا يجب أن تعمل الحكومة على تحقيق أهداف هاتين الثورتين من استرداد الوطن ثرواته المنهوبة وتنفيذ خارطة المستقبل لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتمكين الشباب من إدارة موارده وهو ما لم يتحقّق حتى الآن". وشددت القوى على أنها ستتابع أداء الحكومة عن كثب، ولن تتهاون في التصدي بشكل سلمي في حالة أي انحراف عن المسار، أو محاولة إعادة عجلة التاريخ للوراء، مع دعمها بكل ما تملك إذا سارت على المسار السليم الذي يحقّق تطلعات الشعب.