أفادت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية بأن قرار الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات على مسئولين صينيين قبل يومين فقط من الاجتماع الأول بين الجانبين، وجه رسالة مفادها أن هذا الاجتماع المقرر عقده في وقت لاحق من اليوم الخميس بولاية ألاسكا لن يؤدي على الأرجح إلى تحسن العلاقات بين واشنطنوبكين. وأوضحت الصحيفة - في تعليق نشرته على موقعها الإلكتروني- أن أنتوني بلينكين وزير الخارجية الأمريكي، وجيك سوليفان مستشار الأمن القومي، سوف يعقدان خمس ساعات من المحادثات في مدينة أنكوريج مع يانج جيتشي، كبير مسؤولي السياسة الخارجية الصينية، ووانج يي، وزير الخارجية، مما يمثل أول مشاركة جادة مع بكين تحت قيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن. وقالت الصحيفة: "مع ذلك، أصدرت واشنطن، قبل الاجتماع، رسائل قوية تجاه بكين؛ حيث فرضت عقوبات على 24 مسؤولًا من الصين وهونج كونج بسبب قانون صيني جديد يقوض الديمقراطية في هونج كونج .. فيما وصفت الصين الخطوة بأنها "محاولة شريرة" من قبل الولاياتالمتحدة للتدخل في شئونها". وأضافت "مثل هذه العقوبات عززت الموقف المتشدد الذي اتخذه بايدن تجاه الصين في بداية عهده، ودعمت أيضا وجهة النظر القائلة بأن بايدن لن يدفع باتجاه (إعادة ضبط) العلاقات، والتي أعرب مسؤولون صينيون عن رغبتهم في تبنيها". وتعليقا على ذلك، نقلت "فاينانشيال تايمز" عن سوزان شيرك، أستاذة الأبحاث في جامعة كاليفورنيا- سان دييجو ورئيسة مركز الصين للقرن الحادي والعشرين بالجامعة قولها:" إن الولاياتالمتحدةوالصين ربما كانتا تأملان في التماس رغبة الجانب الآخر في توجيه إشارات إيجابية.. لكنني لا أعتقد أن الولاياتالمتحدة قد رأت أي إشارات إيجابية من الصين، أو أن الصين رأت أي إشارات إيجابية من الولاياتالمتحدة". وأشارت إلى أن يانج و وانج ألقيا في خطاباتهما الأخيرة، باللوم في تردي العلاقات بين البلدين على الولاياتالمتحدة، لكنهما أعربا عن أملهما في تطويرها بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.. وحذرا الولاياتالمتحدة، في الوقت نفسه، من تجاوز "الخطوط الحمراء". مع ذلك، تجاهل بايدن وبلينكين تلك التحذيرات وأوضحا أن الولاياتالمتحدة لن تتراجع عن سياستها بشأن الصين، لاسيما فيما يخص تدخل الأخيرة في شئون هونج كونج وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في منطقة شينجيانج الشمالية الغربية ونشاطها العسكري العدواني في المياه والمناطق الحدودية مع تايوان. من جانبه، قال إيفان ميديروس الخبير في الشئون الآسيوية بجامعة جورج تاون بواشنطن، إن هناك "عدم توافق كبير" بين الجانبين، مضيفًا أن الاجتماع المرتقب "لن يذوب أو يكسر الجليد". وأضاف ميديروس:" أن بكين تريد إعادة ضبط وتجنب المواجهة مع واشنطن، والتي تأججت خلال حكم ترامب، لكنها لا تريد فعل الكثير لتحقيق ذلك"، وأشار إلى أن هناك "العديد من مسئولي بايدن لديهم قائمة طويلة من المخاوف بشأن سلوك الصين الحازم". في الوقت نفسه، قال مسئول أمريكي رفيع المستوى إن "الحوار مع الصين سيقوم على الأفعال وليس الأقوال"، مشيرًا إلى أنه يتوقع محادثات شاقة ولكن صريحة مع الصين التي نتوقع تغيير سلوكها.