أعربت الدكتورة سمال توليوبايفا أستاذ الدراسات الشرقية جامعة أوراسيا الوطنية، عن دواعي سرورها بالمشاركة في مؤتمر إسهامات المعلم الثاني أبو نصر الفارابي المنعقد الآن بمشيخة الأزهر. وقالت سمال من خلال تقنية الفيديوكونفرانس:"علاقتي بمؤسسة الأزهر الشريف بدأت في عام 2006 عندما زرت مصر لأول مرة. وأتيحت لنا فرصة زيارتها آنذاك، وكنت سعيدة جدا بأن أتعرف على تاريخها ونشاطها، وهي من أقدم المساجد والجامعات والمراكز العلمية على وجه الأرض، وشعارها نشر تعاليم الإسلام السمحة والمعارف في شتى مجالات العلوم والأخلاق السامية. وتابعت: كان لي شرف أن أترجم لفضيلة الإمام الأستاذ الدكتور محمد الطنطاوي الذي شارك في المؤتمر الأول لزعماء الأديان العالمية والتقليدية الذي عقد في عام 2003 في عاصمة بلادنا مدينة أستانا – مدينة نور سلطان حاليا. وهي مبادرة كازاخستان في سبيل تطوير حوار التسامح والسماحة والتعايش السلمي بين شعوب العالم. كما قمت بترجمة كلمة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب في المؤتمر السادس. وزار فضيلته جامعتنا جامعة أوراسيا الوطنية وألقى هناك محاضرة وتم منحه الأستاذية الفخرية. وأكملت:"لا بد هنا من ذكر اسم الأستاذ الدكتور على شعبان الذي استمعت إلى دروسه في جامعة نور مبارك في مدينة ألماطي حيث كان يعمل آنذاك وكان مرجعا في اللغة العربية وشتى علومه. وإلى يومنا هذا أستشيره في بعض القضايا المتعلقة بالعربية التي أواجه الصعوبات في فهمها من حين لآخر". وأضافت:"لكل هذه الأسباب وغيرها الكثير أعتبر شرفا كبيرا لي اليوم أن ألقي الكلمة الترحيبية في هذا المحفل الكريم، ففيما يتعلق بعنوان هذا المؤتمر فهو موضوع خالد لم يفقد أهميته إلى يومنا هذا. لأنه يتعلق بالمسائل الأزلية التي كانت تشغل عقول واهتمام المفكرين والعلماء على مدى العصور وهي العلم والمعارف والأخلاق والسعادة ومشكلات المجتمع. والمعلم الثاني أبو نصر الفارابي أولاها اهتمامه بل خصص لإدراكها ونشرها حياته كاملة. وشددت على لات عقد الأزهر الشريف لمثل هذا المؤتمر يعتبر خير شاهد على رسالته الروحية والعلمية والتعليمية والتنويرية والتربوية. وتوقفت الأكاديمية الكازاخية على تجربتها في دراسة شخصية الفارابي وتراثه العلمي. حيث بدأ مشوارها هذا بتوجيه وإرشاد مباشر من قبل الدكتور محمد فهمي حجازي رحمه الله أول رئيس جامعة نور مبارك المصرية للثقافة الإسلامية والذي لا يعتبر علامة بارزة في اللسانيات الحديثة على مستوى العالم الإسلامي والعربي بل المستوى العالمي. وتابعت: قادني البحث عن كتب الفارابي إلى مصر التي زرتها لأول مرة في عام 2006 حيث وجدت كتب الفارابي في معرض الكتاب الدولي بالإضافة إلى كتب العلماء المعاصرين عن الفارابي وحياته وعلومه، منها كتاب أ.د. زينب عفيفي تحت عنوان فلسفة اللغة عند الفارابي، كما ساعدني الأفراد المصريون صغيرا وكبيرا في هذا المشوار، منهم على سبيل المثال لا الحصر أ.د. عبد السلام الشاذلي الذي أرشدني إلى المراجع المهمة وزودني بمعظمها بالإضافة إلى د. أحمد سمير الذي ساعدني كثيرا في البحث عن كتب الفارابي في شتى مكتبات القاهرة وأسواقها. ولم يكن أمرا هينا على الإطلاق. وقالت في نهاية حديثها: رهكذا ساهمت مصر وأهلها في إنجاح مهمتي العلمية وتكويني المهني كمتخصصة في العالم العربية واللغة العربية والدراسات الفارابية. أنا ممتنة جدا لمصر وشعبها على هذا الإحسان والحكمة والمودة والتبادل العلمي والثقافي والإنساني، وهذه هي مهمة أم الدنيا على مدة تاريخها".