سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مطالبات برلمانية بتقنين أوضاع "التوك توك".. وخبراء: لدينا 4 ملايين مركبة.. وعدم الترخيص يهدر أكثر من 2.5 مليار جنيه ما بين رسوم ومخالفات.. وخلل قانوني جعل المتحرشين وتجار المخدرات ملاك له
من جديد ظهرت مطالبات في البرلمان تنادي بتقنين أوضاع مركبات "التوك توك" التي تسير في شوارع مصر ليل نهار وتتسبب في العديد من المشكلات المرورية في غالبية المناطق الشعبية في محافظاتالقاهرة الكبرى وأقاليم مصر المختلفة. ومن بين مؤيد ومعارض يرى الملايين من المصريين أن "التوك توك" أصبحت وسيلة مواصلات سهلة وسريعة، فيما يرى الآخرون أن التوك توك تحول لفترات طويلة إلى أداة التنفيذ السرقات والتحرش والعديد من الجرائم التي عاني منها المصريون منذ أن ظهر التوك توك في شوارع مصر وتحول إلى ظاهرة بداية من عام 2005. ولعل أولى محاولات تقنين أوضاع التوك توك جاءت في عام 2008 إلا أنه حتى وقتنا هذا لا تزال جمهورية التوك توك في مصر فوق القانون وتنتهك كل يوم العديد من المخالفات. خبراء المرور والتنمية المحلية أجمعوا على وجود أن لا بد من وضع حد لتلك المخالفات بتقنين الأوضاع بشكل يحل المشكلة من جذورها. وفي هذا الشأن يقول الدكتور حمدي عرفة، استشاري التنمية المحلية، إن مصر يوجد بها على الأقل 4 مليون مركبة توك توك، وتوفر الآلاف من فرص العمل للشباب الذي يكسب رزقه من قيادة التوك توك. وأضاف عرفة في تصريحات ل"البوابة نيوز" أن التوك توك يوفر على 250 ألف فرصة عمل للشباب على الأقل، وتبلغ قيمة الإيرادات اليومية نحو يوميا 360 مليون جنيه، بصاف ربح 120 جنيه، وهو متوسط مكسب مربة التوك توك الواحدة يوميا، إلا أنه على الرغم من ذلك إلا أن التوك توك تسبب في انهيار الصناعات الحرفية في مصر، واتجه معظم الشباب إلى التوك توك كبديل لتعلم حرفة أو صناعة معينة يكسب منها قوت يومه. وتابع: "الغالبية العظمي لسائقي "التوك توك" من فئة الشباب الذين خالفوا الواقع الذي كنا نعيشه من الستينات وحتى أوائل الألفينيات حيث كان الشاب يتخرج من المدارس الفنية أو الصناعية أو التجارية ليبحث عن مهنة مثل النجارة الحدادة السباكة، إلا أن اليوم نرى الملايين من الشباب ينهون تعليمهم حتى التعليم العالي ويتجهون نحو شراء توك توك لكسب لقمة العيش". وعن تقنين أوضاع سائقي التوك توك، أكد عرفة أن التقنين لا حياد عنه حيث إن الكارثة الأكبر هو أن 38%من سائقو التوك توك أطفال تحت 18 عام، ومعظم التكاتك غير مرخصة، وعدم ترخيص التوك توك يهدر مليار و150 مليون جنيه، فيما تبلغ قيمة المخالفات المرورية المهدرة ضد أصحاب التكاتك بمليار 650 مليون سنويا. ولفت عرفة إلى أن عدد مركبات التوك توك المرخصة في مصر تبلغ 226.7 ألف توك توك فقط وفقا للتعبئة العامة والاحصاء، فيما تزيد المركبات غير المرخصة عن 3 ملايين و780 الف توك توك". في حين قال اللواء مجدى الشاهد، الخبير المروري، إن مصر تعاني من أزمات متعددة تتعلق بالتوك توك، وذلك بسبب وجود خلل تشريعي يجعل من التوك توك خارج منظومة التراخيص وأداة لتنفيذ الجرائم. وطالب الشاهد بضرورة التوسع في منظومة التراخيص وجعلها أكثر مرونة، وكذلك العمل على منع كل من له سابقة جنائية أو سبق إدانته في جريمة جنائية من استخراج رخصة توك توك للتقليل من الحوادث والجرائم التي تتم باستخدام التوك توك. وأضاف الشاهد: "التوك توك والموتوسيكل لا يطبق عليهم مواد القانون التي تشترط استبعاد كل من أدين في جناية تتعلق بجريمة مخلة بالشرف، أوسبق إدانته في الاتجار بالمخدرات أو القيادة تحت تأثير المخدرات، وهي الاشتراطات التي تطبق على معظم المركبات باستثناء التوك توك. ودعا الشاهد إلى ضرورة النظر في أن تكون التشريعات بها الكثير من المرونة لتضع التوك توك في إطار قانوني يمنع حدوث المخالفات والجرائم، كما يجب أن تتخذ السلطات المحلية من المجالس المحلية والأحياء خطوات صارمة لتحديد خطوط سير التوك توك الذي يتسبب في كوارث مرورية يوميا في شوارع مصر.