يبدأ يوم 10 فبراير من كل عام الأقباط الكاثوليك صوم أهل نينوى المعروف بصوم يونان، والذى يستغرق ثلاثة أيام مُتصلة، ينقطع خلالها الأقباط عن تناول الطعام منذ منتصف الليل وحتى عصر اليوم التالى، مع الانقطاع التام عن المأكولات الحيوانية، وينتهى صوم يونان لتشرع الكنيسة الكاثوليكية للاستعداد للصيام الأربعيني. وفى رسالة قداسة البابا فرنسيس بمناسبة زمن الصوم الكبير لهذا العام 2021، بعنوان "ها نحن صاعدون إلى أورشليم: الصوم الأربعيني: زمن تجديد الإيمان والرجاء والمحبة" على أن: الصوم الأربعينى هو زمن الإيمان بالله، أو زمن قبوله في حياتنا والسماح له "بالإقامة" معنا (راجع يو 14: 23). الصوم يعنى أن نحرر حياتنا من كل ما يثقلها، لكى نفتح أبواب قلوبنا للذى يأتى إلينا فقيرًا في كل شيءٍ، ولكن "ملؤه النعمة والحق" (يو 1: 14): ابن الله المخلص". ويتابع في رسالته عن مساندة الآخر نعيش المحبة في هذه الظروف الصعبة: "إن عيش الصوم الأربعينى بالمحبة يعنى الاهتمام بالذين يعيشون في حالة معاناةٍ أو تخل أو ضيقٍ بسبب جائحة فيروس كورونا، فلنقدم مع محبتنا كلمة ثقةٍ، ونجعل الآخر يشعر أن الله يحبه مثل ابنٍ له". ويقول الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط للأقباط الكاثوليك زمن الصوم هو الوقت المقبول الذى فيه يمنح الله مؤمنيه الفرصة للاستعداد للاحتفال بآلامه وموته وقيامته بفرح، متجددين بالروح، لكى يَنْهَلوا من سر الفداء ملءَ الحياة الجديدة في المسيح، وينعمون بالخلاص الذى تم من خلال سر المسيح الفصحى "لأننا في الرجاء نِلْنا الخلاص" (رو 8: 24 ). بينما تحدث الأنبا دانيال لطفى مطران الإسماعيلية للأقباط الكاثوليك قائلا: الصوم هو زمن الجهاد الروحى بامتياز، إنه محطةٌ سنويةٌ للتجدد بالإيمان، من خلال الممارسات التقوية والعودة إلى الذات في سبيل التوبة. فالهدف الحقيقى من فترة الصوم هذه، قبل كل شيء، هو إعداد الناس للاحتفال بموت المسيح وقيامته، هذا الزمن هو الوقت المناسب لتهذيب الروح وإزالة رواسب الخطيئة من حياتنا، فالصوم هو أفضل وسيلةٍ للاعتراف بسمو الله، كما أنه، مع الصلاة والصدقة، إحدى الوسائل التى تُبين أمام الله تواضُعَ الإنسان ورجاءَه وحبه. أما عن الصلاة فقال الأب بطرس فهيم المطران الشرفى لإيبارشية المنيا: إن الصلاة ليست مجرد ترداد بعض الكلمات والعبارات، والصوم ليس فقط الامتناع عن الأكل، والصدقة ليست مجرد عطاءٍ مادى للآخر، بل الأساس هو أن نفرغ ذواتنا من كل ما يحجبنا عن الله والقريب والذات، منتظرين مجيء العريس القائم من بين الأموات. لذلك ارتبط الصوم بالقيامة في الكنيسة، فالصوم هو مسيرة تحررٍ وموتٍ عن الذات، لكى نستطيع عيش القيامة. بينما تحدث الأب فادى عطالله الكاهن بكنائس الكاثوليك في كندا قائلا: الصوم الكبير مسيرة تغييرٍ مثلثٍ في العلاقة: مع الذات واالله والناس. الصوم هو زمن الخلاص الشامل، نبلغ إليه بالعبور الفصحى من قديمٍ إلى جديدٍ، بدفق محبة الآب، وفعل نعمة الابن، وحلول الروح القدس.