يعتبر الصوم في المسيحية هو الانقطاع عن الطعام لفترة من الوقت يعقبها طعام خالى من الدسم الحيوانى للتحكم في النفس وشهواتها ولكن هل من الممكن تقديم الصوم ل"الله" للمشورة وتوفية النذور وطلب المدد؟ قال القمص يعقوب لبيب راعى كنيسة مار جرجس ببنى سويف: لا بد أن نعلم أن من أقدم الأصوام في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية هو صوم الرسل بعد صعود السيد المسيح حيث قال الكتاب المقدس "هذا الجنس لا يخرج بشيء إلا بالصلاة والصوم" حيث كان بطرس الرسول "أحد تلاميذ المسيح" كل حياته صوم وقيل عنه أنه كان صائما حتى جاع كثيرا واشتاق أن يأكل ووقتها. تابع "لبيب" في تصريحات ل"البوابة نيوز": والصوم نوعان فردى وجماعى والصوم الفردى هو صوم خاص، لأغراض معينة، الصوم الجماعى وهو صوم عام، يشترك فيه شعب الكنيسة بأكمله مثل الصوم الكبير، وصوم الأربعاء، والجمعة، وصوم الميلاد، وصوم الرسل، وصوم العذراء، وصوم نينوى وكل صوم له نظامه الذى يتفق عليه الصائم مع أب اعترافه الخاص به. مضيفا: والصوم لتقوية الإرادة فهو تدريب ممتاز لتقوية الإرادة في حياة الإنسان وكبح جماح الجسد والسيطرة على شهوات الجسد وتصفية الأركان الضعيفة في الإنسان والشهوات، وهو رحمة ومعونة من الله وهو سلاح الصائم في الضيقات التى يواجهها والمشكلات التى تقابله وأحيانا يقدم البعض الصوم كنذور لهم للمرور من الضيقات والمشكلات وسبب تقديم النذر كما هو واضح في الكتاب المقدس نرى في سفر المزامير تعهدات الناذرين بوفاء نذورهم، وذلك كاعتراف بفضل الله عليهم وتقديمهم مشاعر الشكر لله لمعونته لهم وهناك من يقدم نذور للرب في عبادة طول الحياة أو لزمان محدد حسب اختيار كل واحد كنوع من الاعتكاف ونذر النفس للرب لمدة محددة، فالإنسان حينما ينذر صوما هو لفوائده الروحية له وحسب علاقته مع الله وهناك من يصومون كنوع من أنواع التقشف وهى أصوام بأسماء قديسين تقديسا لله لاستجابته لمطالبهم. تابع مضيفا: وهناك أيضا صوم لطلب مشورة من الله وَصَلَوْا قَائِلِينَ: "أَيُهَا الرَبُ الْعَارِفُ قُلُوبَ الْجَمِيعِ، عَيِنْ أَنْتَ مِنْ هذَيْنِ الاثْنَيْنِ أَيًا اخْتَرْتَهُ" وهذا الصوم يلجأ له الصائم لكى يستشير الله في أموره من خلال الصوم لتقديم المشورة. وعن سمات الصوم المسيحى قال "لبيب": قال أحد معلمى الكنيسة القدماء "لا تقل أنى صائم صومًا نظيفًا وأنت متسخ بكل الذنوب، لا تصم بالماء والملح وأنت تأكل لحوم الناس بالمذمة والإدانة ومن يصوم لا يدين غير الصائمين لأنه لا يعرف ظروفهم وقد رفض الله صوم الفريسى وقبل صوم العشار متواضع القلب واللسان وهذه هى السمات الحقيقية للصوم المسيحي".