يحتفل المسيحيون الأرثوذكس في روسيا وغيرها من الدول في 19 يناير بعيد الغطاس، إذ يقوم المئات من الأشخاص بالغطس في المياه الباردة خلال استقبالهم ل "عيد الغطاس المجيد"؛ الذي يعد من أهم الأعياد المسيحية وتعود جذوره إلى ذكرى معمودية المسيح في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان. كيف تجري هذه العادات بمناسبة عيد الغطاس توجد عدة عادات وتقاليد في روسيا، حيث يبدأ سكان روسيا بتحضير أنفسهم روحيًا وجسديًا لاستقبال عيد الغطاس بحضور الصلاة والخدمات الإلهية في الكنائس، ومشاركة الكاهن في الصلاة أثناء تقديس المياه. ومن ثم يقوم العديد من المواطنين الروس بالغطس في المياه الباردة ثلاث مرات، بالرغم من أن درجة الحرارة في روسيا في شهر كانون الثاني تتراوح بين -1 إلى -40، وفقًا للمنطقة، وهذا يعتبر أهم التقاليد وأكثرها شعبية في عيد الغطاس، وتعد هذه إحدى المناسبات المهمة في تقويم الكنيسة الأرثوذكسية. وتساعد الحكومة الروسية السكان في أثناء عيد الغطاس من خلال تنظيم أماكن مخصصة للغطس في الأنهار، والبحيرات، والسدود، وحتى البحار (هناك 12 بحرًا بجوار روسيا من جميع الجهات). ولكيلا يتعرّض أحد للخطر بسبب البرد القوي، تنشئ الجهات المختصة الحكومية حمامات حرارية تصل الحرارة داخلها إلى +50 درجة. ومن جانبها تنظّم وزارة الصحة الروسية مناوبات لطواقم الإسعاف؛ حفاظًا على صحة السكان الذين يمارسون تقليد الغطس. شروطها قبل أن يمارس الشخص تقليد الغطس عليه معرفة عدة شروط لسلامته، وهي: أن يغطس مستقيمًا وبسرعة، وألا يسبح بالمياه الباردة أكثر من دقيقتين، وبعد الخروج من المياه لا بد من تجفيف الجسم تمامًا، وعدم الغطس إلا تحت إشراف المنقذين. الجدير بالذكر أن في هذا العيد يشارك حتى الأطفال وكبار السن، بالرغم من الأحوال الجوية القاسية، عندما تصل الحرارة إلى - 40. ويشارك أيضًا في عيد الغطاس المسئولون، منهم سياسيون روس، وضباط من الجيش الروسي. يذكر أن روسيا تحتفل بعيد الغطاس، ليلة 18 - 19 يناير من كل عام، وبدأت روسيا الاحتفال بذكرى عيد الغطّاس منذ عام 988؛ عندما اعتنقت البلاد المسيحية متخلّية عن الوثنية، وذلك على يد الأمير الروسي فلاديمير، الذي دعا رجال الدين المسيحيين وعلماء اللاهوت من الإمبراطورية البيزنطية للتخلّي عن الوثنية.