يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان البطش بمعارضيه وتكميم الأفواه الرافضة لاستبداده من خلال التهديد والسجن والتهمة دائما ما تكون جاهزة وهي "إهانة الرئيس". وتصل عقوبة تهمة إهانة الرئيس إلى السجن أربع سنوات، وزاد هذا النوع من القضايا بنسبة 30 % في عام 2019، حيث جرى التحقيق مع 26115 شخصا يواجه نحو 5000 منهم قضايا أمام المحاكم، وسُجن 2462، بحسب بيانات وزارة العدل. وأخر هؤلاء المعارضين الذين تعرضوا للبطش الأردوغاني زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو الذي تلقي تهديدات بالقتل بعد انتقاده السياسة الرئيس التركي تجاه المعتقلين السياسيين. ووصف الحزب المعارض حزب الحركة القومية بوصفه "قاتل مأجور" لصالح أردوغان، علما أن الحزب الأخير متحالف مع الرئيس، وفقا لموقع "أحوال" الإخباري التركي. وانتقد كليتشدار أوغلو في 17 نوفمبر الجاري استمرار الحكومة في سجن زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد صلاح الدين دميرتاش، منذ 4 سنوات، على خلفية تهم تتعلق بالإرهاب. وأوضح أوغلو إن أنقرة تواصل سجن دميرتاش، المرشح الرئاسي السابق، وغيره من سجناء الرأي، في وقت أفرجت عن زعيم مافيا وعدد من مهربي المخدرات، ضمن خطتها لتخفيض عدد السجناء بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد. وبعد خروجه من السجن، وجه زعيم المافيا المفرج عنه علاء الدين تشاكيجي، رسالة تعج بالتهديدات والإهانات إلى كليتشدار أوغلو، لدفاعه عن المعارض التركي، واتهمه ب"الخيانة". وتشاكيجي زعيم مافيا ومنظمة إجرامية مدان في العديد من الجرائم المسلحة داخل تركيا وخارجها، أبرزها محاولة قتل الصحفي هنجال أولوج، وتنفيذ هجوم مسلح على أحد الأندية بمنطقة الفاتح في إسطنبول. وأخلي سبيل تشاكيجي بعد قضائه 16 عاما في السجن. ويعتبر حزب الحركة القومية المتحالفة مع أردوغان، والذي طالب بالإفراج عن تشاكيجي، زعيم المافيا بطلا نظرا لاستهدافه حزب العمال الكردستاني ورجال الأعمال الأكراد والمؤيدين للأكراد. وانتقد نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري إنجين أوزكوتش، حزب الحركة القومية، وقال إنه مجرد "قاتل محترف" لصالح أردوغان وحزب العدالة والتنمية. وكانت النائبة الكردية السابقة المعارضة والمسجونة حاليا في تركيا بتهمة الإرهاب، قد واجهت حكما جديدا صدر عليها بالسجن بتهمة إهانة الرئيس رجب طيب أردوغان في 22 سبتمبر الماضي. وحكم على سباهات تونجل، التي كانت تشغل في السابق مقعدا في البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، بالسجن 11 شهرا و20 يوما لوصفها الرئيس بأنه عدو للأكراد وللنساء في كلمة ألقتها عام 2016، وهي تصريحات وصفتها محامية عنها بأنها تقع في حدود الانتقاد المشروع لخصم سياسي. وقالت محامية تونجل، سيفان جميل أوزين، إن كلمات موكلتها اقتطعت من سياقها، مضيفة أن النائبة صرحت بأن "الرئيس عدو للنساء والأكراد"، واصفة ذلك بأنه "انتقاد لخصم سياسي يقع في حدود حرية التعبير"، حسبما نقلت "رويترز". وفي جلسة انعقدت في يوليو، نفت تونجل الاتهام قائلة إن من المفترض أن تتمكن من انتقاد خصم سياسي، ووصفت التهم الموجهة إليها بأنها محاولة "لقمع الحرية والفكر والتعبير والتنظيم وخاصة الحرية السياسة". وفي العام الماضي، صدر حكم على تونجل بالسجن 15 عاما بتهمة نشر دعاية إرهابية والانتماء إلى حزب العمال الكردستاني، المحظور في تركيا والذي تدرجه الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على قوائم المنظمات الإرهابية، وقد نفت تونجل الاتهامين.