يستيقظ مبكرا صباح كل يوم يكاد لا يشعر ببرودة الشتاء أو التقلبات التي نمر بها في الوقت الحالي ولما لا ومهنته صناعة وبيع الثلج في سوق العتبة لمحلات العصائر وللقهاوي والكافتريات وجميع المحال التي تحتاج المثلجات. مهنة تبدو سهلة للبعض لكن في الحقيقة هي أصعب بكثير، والأصعب كيف لك أن تلتقط لوح من الثلج درجته حراته أقل من صِفر درجة مئوية وتحمله على كتفك وتلمسه يدك وتشعر به كأنه جمرة من النار تلتهم ما تلمسه وتضطر أن تحمله وتمشي به مسافات خصوصا في الأماكن الضيقه ولأن زبائن «أحمد» في منطقة العتبه المشهور عنها الازدحام يضطر إلى السير على الأقدام وهو يعمل الثلج ويبتاعه، مهنة من الشقاء ولكن لجلب الرزق يجب أن نتحمل الكثير من الصعاب فهي الحياة لا تكون كلها ملاذ بل لا بد من الكد والمعاناة. «البوابة نيوز» التقت وعاشت معه يومه كاملا ليحدثنا عن صناعة الثلج ورحلة من شروق الشمس حتى المساء، يقول: «بصحى كل يوم في أذان الفجر وبذهب لشغلي وقبلها بليل بكون مجهز التلج بتاعي فيه جزء منه ليه زباين بتيجي تتشريه من المحل ألواح صغيرة وأخرى كبيرة وقد يحتاج البعض قطع صغير فبضطر لتكسيرها ولكن بحذر شديد وبأسلوب معين حتى لا ينهال جميع أجزاء اللوح الثلجي، وعندي عجلة ثلاثية دفع يدوي بحمل عليها ألواح الثلج وبوزعها على المحلات وخصوصا محلات العصير والأسماك والجزارة، وجوه العتبة في زحمة فبضطر أشيل الألواح على كتفي وأجري بيها وشغلتنا كلها شقى بس ربنا كريم وبيرزقنا وبيراضينا أخر اليوم وأنا الكبير وبصرف على أخواتي. وعن صناعة الثلج أوضح أن صناعة لوح الثلج تستغرق 7 ساعات، تبدأ بوضع مياه عادية في علب معدنية تسمى ب«صفائح زنك» أو "صفيح مجلفن" بال 5 حمامات المتواجدة بالمصنع، وتضم مغطسا أو حوض الماء، بعمق 3 أمتار، ويحتوي على المبرد، وتحيط هذه العلب مياه راكدة المزودة بالنشادر والملح حتى تزيد درجة برودة المياه في قلب حمام المياه، ثم يترك كل هذا لمدة، 7 ساعات متواصلة حتى تتجمد المياه وإخراج لوح ثلج نظيف. وقديما كان الثلج يأخذ من الجليد ومن الجبال ويحفظ بطرق بدائية ثم يتم تغليفه بالجلود ليبقى مسافة الطريق ثم يضعونه في أماكن باردة مثل الآبار لتكون باردة في الصيف ولايوضع داخل الماء مباشرة بل يقومون بتعليقه ليتحمل مدة أكبر.