أكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوبسيناء، مدير عام المركز العلمى للآثار والفنون الإسلامية بطور سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى، ثلاثة متاحف هامة طال انتظارها وتوقفت فى فترة الفوضى منذ 2011، هى رسالة لكل المصريين ولكل العالم بأن الاستقرار يصنع المعجزات والفوضى تقضى على الأخضر واليابس. وأشار الدكتور ريحان في تصريحات ل"البوابة نيوز"، إلى أن هذا الإنجاز التاريخى الذى سيحفر بحروف من نور فى ذاكرة مصر المعاصرة بفضل توجيهات الرئيس السيسى بنفسه والتى كانت وراء كل هذه الإنجازات فى كل القطاعات ومنها قطاع الآثار والسياحة وبناءً عليه انطلقت الحكومة المصرية وعلى رأسها الدكتور مصطفى مدبولى فى عمل دؤوب لحظة بلحطة حتى أننا رأينا رئيس الحكومة يدخل بنفسه لأحد المواقع الأثرية المكتشفة مؤخرًا ويعايش الآثاريين لحظة وفرحة الاكتشاف وتحققت الإنجازات المتلاحقة لوزارة السياحة والآثار ووزيرها النشط الدكتور خالد العنانى وبتعاون المحافظ الدؤوب العاشق لسيناء اللواء خالد فودة وتذليله لكل العقبات جرى افتتاح متحف شرم الشيخ بالمثابرة والعمل المتواصل تحت إشراف أمين عام المجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيرى وفريق العمل معه بقطاع المشروعات بالوزارة والسادة مساعدى الوزير وقطاع المتاحف. وأضاف الدكتور ريحان، أن متحف شرم الشيخ سيساهم فى تنشيط السياحة فى كل جنوبسيناء بما تمتلكه من مقومات متعددة فى محافظة واحدة تشمل السياحة الروحية المرتبطة بالحج إلى سانت كاترين ملتقى الأديان والسياحة البيئية المتمثلة فى محميات طبيعية نادرة والسياحة العلاجية المتمثلة فى الكهوف الكبريتية والرمال البيضاء وبالتالى ستكتمل منظومة السياحة الشاملة بشرم الشيخ. وأوضح أن متحف شرم الشيخ تبلغ مساحته 192000 متر مربع، وقد بدأت أعمال المشروع عام 2003 وتوقفت عام 2011 وتم استئناف الأعمال به مرة أخرى في عام 2018، حيث بلغت تكلفة المشروع 812 مليون جنيه. ويعكس سيناريو العرض المتحفي الأوجه المختلفة للحضارة المصرية عن طريق عرض 6062 قطعة آثرية منتقاة حتى الآن، تم اختيارها بعناية من المخازن المتحفية بقصر المنيل وكوم أوشيم وسقارة ومتاحف السويسوالإسماعيلية واليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف المصري بالتحرير، وكذلك مخازن مدينة الأقصر والأشمونين بالمنيا وغيرها. كما يعرض المتحف بشكل استثنائي 10 قطع أثرية من كنوز الملك توت عنخ آمون، وذلك قبل عرضها بالمتحف المصري الكبير، مما يعد بمثابة عنصر جذب أمام زوار المدينة لمشاهدة جزء من كنوز الملك الشاب لأول مرة ويقدم المتحف خدمات خاصة لذوي الإحتياجات الخاصة من مطويات مكتوبة بطريقة برايل، وغيرها من الخدمات الرقمية للزائرين. وطالب الدكتور ريحان، بأن يضاف إلى المتحف مقتنيات تمثل لوحات صخرية مكتشفة بمنطقة سرابيط الخادم والتى تجسّد الكتابة البروتو سيناتك أقدم أبجدية في التاريخ وقد اكتشف بمنطقة سرابيط الخادم 378 نقشًا منذ عصر الأسرة الثانية عشرة كشف عنها علماء آثار أجانب ورحّالة منذ عام 1930، حيث اكتشف عالم الآثار البريطاني فلندرز بتري، 12 نقشًا عام 1905 وقام بدراسة هذه النقوش عالم الآثار وليم أولبرايت واستطاع عالم الآثار جاردنر عام 1917 اكتشاف سر «الأبجدية السينائية» التي تعد أصل الكتابة في العالم أجمع وتخصص لهم قاعة بعنوان مصر أصل أبجديات العالم. وأشار إلى أنه منذ تأسيس الشركة العالمية للملاحة البحرية لقناة السويس نتيجة حفر قناة السويس قام علماء أجانب ومن أشهرهم الفرنسي جون كليدا بأعمال حفائر بمناطق عديدة بشمال سيناء واستخرجت العديد من الآثار الهامة ،كانت نواة متحف الإسماعيلية. وطالب الدكتور ريحان بأن تؤخذ من متحف الإسماعيلية الآثار الهامة المرتبطة بتاريخ سيناء ومنها لوحة هامة مستخرجة من شمال سيناء غاية فى الروعة والجمال تتوسط متحف الإسماعيلية من الموزايك طولها 485 سم عرضها 300 سم عثرت عليها البعثة الفرنسية برئاسة جون كليدا بأحد القلاع قرب تل أبو غانم، وتحكى اللوحة أسطورة مقسمة لثلاثة مناظر الأول يمثّل سيدة تدعى هيدرا تجلس فى قصرها وترسل خطاب غرامي إلى إبن زوجها هيبوليت عن طريق خادمها تروفيس وقد رفض إبن زوجها طلبها فوشت به فأرسله أبيه إلى الغابات ليعاقبه. كما طالب الدكتور ريحان، بتخصيص قاعة للمقتنيات الأثرية المستخرجة من سيناء بواسطة بعثات الآثار المصرية والأجنبية منذ استرداد سيناء حيث كشفت بعثات الآثار المصرية والأجنبية منذ استرداد سيناء العديد من المقتنيات الأثرية فى مواقع الآثار المصرية القديمة بطريق حورس بشمال سيناء وطريق التعدين بجنوبسيناء وكذلك مواقع الآثار المسيحية والإسلامية بطريق الحج المسيحى القديم بسيناء منذ القرن الرابع الميلادى ومسار العائلة المقدسة بشمال سيناء من رفح إلى الفرما ودرب الحج المصر القديم عبر وسط سيناء وقلاع سيناء الإسلامية والموانئ البحرية فى عصر الأنباط مثل ميناء دهب وفى العصر الإسلامى مثل ميناء طور سيناء وهذه المقتنيات تحتفظ بها المخازن المتحفية بالقنطرة شرق ورشيد والفسطاط ومتحف السويس ويجب أن توضع جميعها بمتحف شرم الشيخ. وأشاد الدكتور ريحان بوجود بازارات ومتاجر للحرف الأثرية بالمتحف لكنه يطالب بقاعة خاصة للتراث السيناوى داخل المتحف بكل أشكاله فى المأكل والملبس والإكسسورات وأدوات الحياة اليومية وشباك وأدوات الصيد المختلفة وكيفية استخراج الفيروز من أرض الفيروز والصناعات الغذائية القائمة على المنتجات السيناوية من التمور والزيتون والصناعات المختلفة القائمة على خامات متواجدة بسيناء وإشراك كل الجمعيات الأهلية السيناوية فى تنظيم معارض تراثية بين وقت لآخر بهذه القاعة لربط الماضى بالحاضر وسرد تاريخ سيناء منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث. وأشار إلى أن رواد المؤتمرات فى شرم الشيخ المشاركون فى مؤتمراتها المختلفة والسياح من كل الجنسيات القادمون لمدينة السلام عن طريق الطيران العارض أو الشارتر من خلال رحلات خاصة لزيارة شرم الشيخ فقط كانوا يعودون إلى بلادهم دون مشاهدة آثار مصر محط أنظار العالم وبوجود المتحف سيشجع الطيران العارض إلى شرم الشيخ بحيث يقضى الزائر عدة ليالى سياحية بين شرم الشيخ والغردقة يستمتع بكل مقومات السياحة من سياحة الآثار والسياحة الترفيهية وثقافة البادية مع توافر أكبر متحفين للآثار بشرم الشيخ والغردقة. وأضاف أن المتحف سيكمل منظومة السياحة بشرم الشيخ التى تمتلك مواقع سياحية خلاّبة وعلى رأسها أهم منطقة غوص فى العالم برأس محمد وهى مجمع البحرين المذكورة فى القرآن الكريم علاوة على خليج نعمة وحديقة السلام وأيقونة السلام وجدارية صانعى السلام وخليج نبق (الغرقانة) والسوق التجارى القديم وهضبة أم السيد التى تضم مراكز الترفيه الشهيرة وقصر ألف ليلة وليلة ومركز لعروض التماسيح و(الميركاتو). من جانب آخر، أشار المهندس أحمد كمال عبد اللطيف مدير عام ترميم آثار ومتاحف جنوبسيناء، في تصريح ل"البوابة نيوز"، إلى أن الإدارة العامة للترميم بجنوبسيناء كان لها دورًا حيويًا فى أعمال الترميم وتجهيز القطع الأثرية بالمتحف وتزويد المتحف بالعناصر الجيدة من إخصائى الترميم بجنوبسيناء وكان العمل يستمر لساعات تصل إلى 14 ساعة يوميًا بروح الفريق الواحد الذى يبثها فينا قياداتنا الواعية وإحساس الجميع بأن المتحف مشروع قومى حضارى سيحدث نقلة كبرى فى السياحة بجنوبسيناء.