سنّة الله في خلقه أن يمرّ الإنسان بمراحل متعددة منذ ولادته، ولعلّ مرحلة الشباب هي أروعها؛ ففي هذه المرحلة يكون الإنسان في أوج نشاطه وقوته وعطائه، تزدهر الأوطان بشبابها، لما لهم من دورٌ مهمٌ في بناء المجتمع متمثلًا بحضاراته وإنجازاته، وتقدمه وتطوره، فهم عماد الوطن والأمة، وهم من يساهمون في نجاحه والدفاع عن القضايا العامة فيه، كما أنّهم صُنّاع القرارات؛ وهم الأيادي العاملة اللازمة لبنائه وإنعاشه، وتحريك عجلة الاقتصاد فيه، وهم محرّك المشاريع التعاونية والتطوعية، يُضاف إلى ذلك كونهم بوصلة الثقافة والتغذية الفكرية. ومن هنا دعا شباب الأحزاب إلى تأسيس كيان سياسى شاب وهو " تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" وأعلن عن تأسيسها في أبريل 2018، لتنمية الحياة السياسية، ودشنت التنسيقية لتكون منصة حوارية بين الشباب من مختلف التيارات السياسية. فاتفق شباب الأحزاب على ضرورة التحرك نحو عملية الإصلاح السياسى، لأن «السياسة» عنصر مهم من عناصر تحقيق التنمية والاستقرار والتقدم وحل الكثير من مشكلات مصر. فهدف التنسيقية هو، تقوية الأحزاب، وإيجاد قنوات ومساحات اتصال وتقارب مع الدولة، من خلال المشاركة بأوراق عمل ومقترحات ومشروعات قوانين، أو الحوار المباشر مع المسئولين، بالإضافة إلى الحوارات المجتمعية، وعرض الرؤى، حيث تضم التنسيقية في عضويتها مجموعة من الشباب السياسى وممثلين لمجموعة من الأحزاب السياسية يصل عددهم إلى 26 حزبًا من مختلف الأطياف السياسية. فأصبح الفكر الشاب يطبق على أرض الواقع في مختلف أشكاله، فكانت خطوة حقيقية لدمج الشباب في العمل التنفيذي، شهدت مصر أكبر حركة في تاريخها لتعيين شباب وشبات منتمين لأحزاب سياسية معارضة في مناصب تنفيذية عليا، ليكونوا نوابًا للمحافظين، ما يفتح المجال أمام دمج الشباب في الجهاز التنفيذي حرصت حركة المحافظين على اختيار وجوه شابة من أحزاب مختلفة، ليمثلوا تيارات فكرية مختلفة من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، فضلًا عن تعيين شباب من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة «PLP».فكان تعيين نواب محافظين من الشباب بالتوازي مع مساعي الحكومة للتأكيد على توفير التمثيل المناسب للشباب في غرفتي البرلمان المصري «النواب والشيوخ»، ولتعظيم الاستفادة من العناصر الشابة في السلطة التشريعية. وكانت مواكبة التكنولوجيا السياسية أمرًا حتميًا فأطلقت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تطبيقها ومنصتها الإلكترونية، ودعت الشباب والمهتمين بالعمل السياسي بالمشاركة الإيجابية وتقديم مقترحاتهم، ويهدف التطبيق إلى تمكين الشباب، وتنمية الحياة السياسية، وفتح قنوات اتصال ومساحات تواصل مع مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى أن التطبيق يقدم أخبار ومبادرات وأنشطة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، كما يمكن للمواطنين التقدم بمقترحات وأوراق عمل وقوانين أو الحوار المباشر مع المسئولين بعد نجاح الدولة المصرية في هذه التجربة على المستويين التنفيذى والتشريعى أصبح المشهد السياسى في مصر في هذه المرحلة قدر اهتمام الدولة وتوجهها نحو دعم الشباب وتمكينهم من المشاركة السياسية والانخراط في العمل السياسي من أجل تأهيلهم ليكون قادة المستقبل في كل المجالات انطلاقا من إيمان الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن الشباب هم أمل الأمة وقلبها النابض والأساس الذي تقوم عليه النهضة الشاملة في مصر.