قال الدكتور سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، إن مفهوم السياحة الداخلية والإقليمية شهد تطورا كبيرا لدى الاتحاد الأوروبي، وبات يمثل حلا قويا لأزمة ما بعد كورونا التي هددت كبرى المنشآت السياحية وشركات الطيران بخسائر بالغة. جاء ذلك في كلمته بالمؤتمر الافتراضي "السياحة الداخلية والبينية وإعادة التعافي العربي"، الذي نظمه اليوم المركز العربي للإعلام السياحي برئاسة حسين المناعي، وبحضور الدكتورة غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار المصري، والدكتور محمد المهيري مستشار وزير الاقتصاد الإماراتي لشئون السياحة، والدكتور هشام زعزوع وزير السياحة المصري الأسبق، والدكتور طالب الرفاعي الأمين العام السابق لمنظمة السياحة العالمية. وأضاف البطوطي، أن أزمة تفشي جائحة كورونا لن تنتهي سوى بوجود لقاح يحصن 7،8 مليار نسمة يعيشون على ظهر الكوكب، لافتا إلى أن إجراءات اعتماد اللقاحات تأخذ وقتا طويلا وتتم بشكل تدريجي، وهو ما يحدث حاليا في اللقاح الألماني الذ انتهت مراحله داخل معامل برلين بينما ستبدأ مراحل اختبار جديدة وكاملة بالاتحاد الأوروبي حتى يتم اعتماده، وذلك يؤكد على ضرورة التعامل مع الوضع الراهن والبحث عن حلول مؤقتة للأزمة. وأشار البطوطي، إلى أهمية اللجوء للسياحة المحلية والبينية بين الدول العربية، في ظل الظرف الراهن، لمواجهة الآثار المدمرة للجائحة على القطاع، موضحا أنه يجب البدء في عقد ورش عمل بين شركات السياحة العربية والفنادق، برعاية الحكومات، ليتم تبادل الخبرات حول اهتمامات ورغبات الشعوب العربية المختلفة لبحث كيفية توفير برامج مناسبة لهم، وذلك إلى جانب دور الحكومات في دعم وتنشيط حركة الطيران البينية العربية بتقديم تسهيلات جادة وحقيقية توفر هامش ربح أيضا للدول، ولكن دون مغالاة في رسوم الهبوط والإقلاع وأسعار التذاكر. ونوه لضرورة توفير تسهيل إجراءات التأشيرات السياحية بما لا يخل بالأمن القومي لكل الدول العربية، ولكن يجب تسهيل الدخول وتقليل أو إلغاء الرسوم، مشيرا إلى أن التأشيرات تعد عائقا كبيرا أمام تدفق الحركة بين الدول العربية، لذا يجب تشكيل لجان بين وزارات الخارجية والداخلية لبحث سرعة الكشف عن الوافد في المطارات والمنافذ بما يسمح باستقبال حركة أكبر. وأكد أن السياحة البينية تساعد المجتمعات المحلية التي ليس لديها عمل سوى بقطاع السياحة، وقد تضررت للغاية من توقف الحركة.