في ظل الحرب الطاحنة، التى لا تزال تتسيد المشهد اليمنى، تتفاقم معاناة المعلمين اليمنيين مع تصاعد معدلات الانتهاكات، التى يتعرضون لها على يد عناصر الميليشيات الحوثية، ضمن ما يبدو أنه سياسة استهداف ممنهجة للمنظومة التعليمية في البلاد، وعلى رأسها الكوادر البشرية، وفقًا لما يرويه تربيون يمنيون لمرصد مينا. المدارس ثكنات وكانت تقارير حكومية يمنية، قد اتهمت الميليشيات الحوثية، باستهداف المدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، في ما وصفته انتهاكًا صارخًا للمؤسسات التعليمية. ووفقًا لما تشير إليه الإحصائيات الرسمية اليمنية، فإن 14 مدرسًا يمنيًّا لقوا حتفهم تحت التعذيب في سجون الحوثيين، وأن نحو 350 معلمًا ما زالوا مفقودين داخل سجون الميليشيات، لا سيما في العاصمة صنعاء. وكشف يحيى اليناعى، المسئول الإعلامى لنقابة المعلمين اليمنيين عن إحصائية شاملة لانتهاكات ميليشيا الحوثى في قطاع التعليم باليمن خلال ال6 السنوات الفائتة. وقال «اليناعى» في تصريح نشرته قناة «العربية» الاثنين 5 أكتوبر 20202: «إن 1579 تربويًّا تعرضوا للقتل على يد مسلحى الحوثى خلال الفترة من 21 سبتمبر 2014 حتى 1 أكتوبر 2020». ولفت إلى أن 81 من القتلى التربويين هم من مديرى المدارس والإداريين، فيما البقية البالغ عددهم 1499 قتيلًا من فئة المعلمين. توثيق الكارثة وقال اليناعى إن النقابة وثقت 14 حالة وفاة لتربويين ماتوا تحت التعذيب في أقبية السجون الحوثية بمحافظات: صنعاء والحديدة وحجة وصعدة. وأضاف اليناعى أن 2642 تربويًّا تعرضوا لإصابات مختلفة بنيران ميليشيا الحوثى، نتج عن بعضها إعاقات مستديمة، مشيرًا إلى أن عدد الجرحى من الإداريين التربويين كان 127 حالة، فيما بلغ عدد المعلمين المصابين 2515 معلمًا. وأوضح اليناعى أن النقابة وثقت 621 حالة لتربويين قامت ميليشيا الحوثى باعتقالهم وإخفاء 36 منهم قسريًّا، وأن محافظة «الحديدة» تأتى في المرتبة الأولى من حيث عدد التربويين المحتجزين بواقع 126 معتقلًا، تليها «ذمار» بعدد 113، ثم أمانة العاصمة ب98. وأوضح اليناعى بأن 20142 تربويًّا تركوا منازلهم ومدارسهم في مناطق سيطرة الحوثيين ونزحوا منها إلى المناطق المحررة وإلى خارج اليمن. نداء واستغاثة وقد وجه اليناعى نداءً دوليًّا لتوفير حماية قانونية أقوى للتربويين اليمنيين الذين يتعرضون منذ 6 سنوات للقتل والتعذيب والاختطاف والتهجير على أيدى ميليشيا الحوثى. وأكد أنه لا يمكن تحقيق حماية كاملة للتربويين وإعادة بناء التعليم في اليمن إلا من خلال نظام دعم إقليمى وعالمى. كما دعا المجتمع الدولى إلى التحدث علنًا عن الهجمات الحوثية على التربويين وتكثيف جهوده لخلق مساحات آمنة للتعلم في اليمن، والعمل على أن يظل التعليم ذا طابع مدنى ووطنى مع منهج دراسى يبنى السلام والاستقرار للأجيال المقبلة في اليمن. انتهاكات متنوعة ومستمرة وبحسب ما ذكره موقع المشهد اليمنى، أن الميليشيا المدعومة من إيران، شنت حملات خطف واعتقال بحق الطلبة والتربويين. وأضاف أن الميليشيا الحوثية، ارتكبت على مدى الأيام السبعة الماضية سلسلة من الانتهاكات المتنوعة بحق عدد من المنشآت والعاملين في القطاع بصنعاء. وقال إن انتهاكات الميليشيا الحوثية تعد استكمالًا لعملية التجريف المنظمة بحق هذا القطاع بغية حرفه عن مساره وتحويله من صرح تربوى وتنويرى إلى محاضن تلقن الأفكار الإيرانية، وتعبئ المعلمين والطلبة صغار السن لتحشدهم إلى جبهات القتال. تكريس الخراب إيرانيًّا وفى ذات السياق، حذر وزير الإعلام اليمنى معمر الإرياني، من النتائج الكارثية لممارسات ميليشيا الحوثى المدعومة من إيران في القطاع التعليمى مع إعلانها تدشين العام الدراسي الجديد. وقال وزير الإعلام اليمنى في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، الاثنين 5 أكتوبر 2020، «إن هذه الممارسات تستهدف تجهيل المجتمع واستلاب إرادته وإدارته لصالح تكريس الأجندة الإيرانية التخريبية وسياسات نشر الفوضى والعنف في اليمن والمنطقة، وبث أفكارها الإرهابية المتطرفة التى سيدفع ثمنها اليمن والمنطقة والعالم أجمع لأجيال مقبلة». وأضاف الأريانى «إن ميليشيا الحوثى استقبلت العام الدراسي الجديد بمناهج محرفة للصفوف الدراسية الأولى بهدف غسل عقول الأطفال وتزوير التاريخ، وتوزيع استمارات فرز سياسى ومذهبى للكادر التعليمى، وخصخصة التعليم الحكومى عبر فرض رسوم باهضة توازى المدارس الخاصة دون مراعاة الأوضاع الاقتصادية». وأكد الإريانى أن ما تقوم به ميليشيا الحوثى من استهداف وفرز للمدرسين، وغسل لأدمغة الأطفال، وتلاعب بالمناهج، وإلغاء مجانية التعليم وتحويله إلى بوابة للفساد والاستثمار وتمويل مجهودها الحربى، هى عمليات تجريف منظم للقطاع التعليمى تستهدف دفع الطلاب خارج مقاعد الدراسة وإفراغ العملية التعليمية من مضمونها.