بعد يوم عصيب من الآلام جراء الدماء التي انهمرت على أسطح الطرق الأسفلتية ما بين الفيوم- أسيوط، والفيومالقاهرة، والفيوم- جرزا، مناطق وطرق كلها تلطخت بدماء ضحايا أحداث أمس الأبرياء. فبعد أن ظل عزرائيل الموت يقضي بما أمر الله أن يكون بإنهاء أجال هؤلاء الضحايا، وبعد أن اكتظت اسرة المستشفيات بأعداد غفيرة من مصابي الحوادث المتلاحقة التي شهدتها محافظة الفيوم على مدى اليوم الخميس فحادثة تلو الاخري تسفر عن ضحايا ومصابين ابرياء ،كل ما هنالك أن أجلهم قد حان قال تعالي " كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ). صدق الله العظيم. فقد ضَحت محافظة الفيوم منذ مطلع فجر الخميس على أنباء تفيد مصرع 5 أشخاص، وإصابة 31 اخرون تتراوح إعمارهم ما بين "12- 30" عاما جميعهم مروا بلحظات عصيبة في مواجهة الموت على طريق أسيوط- الفيوم الغربي بعد تصام حافلة مازوت بسيارة نقل انقلبت على اسرها الأخيرة للتوالي المصادمات سيارة تلو الأخرى حسب سرعاتهم المختلفة والتي كان أغلبها قد تجاوز السرعة المقررة دون إيباء لسوء الأحوال الجوية والشبوة المائية التي كست ساحة الطريق وقت وقوع الحادث، حيث هرعت 16 سيارة إسعاف من بينها 12 سيارة قادمة من عدة نقاط اقربها على بعد 5 كيلو مترات من موقع الحادث القريب من كمين شرطة الروس بالفيوم، بينما لاحقتها اربعة سيارات أخرى قادمة من محافظة بني سويف ليتم نقل المصابين إلى مستشفيات الفيوم العام، والمنيا العام، وبني سويف، والقصر العيني، بإصابات متنوعة فما بين " قتيل وجريح ،وما بين اصابات بكدمات –وسدحات – وكسور بأنحاء متفرقة بالجسم – وتشوهات – وارتجاجات بالمخ" كان الامل بالله أكبر في نجاة هؤلاء. وتمر الساعات حتى تدق السادسة من مساء الخميس لتعاود هيئة إسعاف الفيوم القيام بدورها في نقل 20 مصابا جديدا في حادث مروع آخر، حيث أصيب 20 من عمال اليومية في حادث انقلاب سيارة بيك أب بالقرب من محطة تحصيل الرسوم بطريق القاهرةالفيوم الصحراوي أثناء عودتهم إلى موطنهم بقرية بني صالح التابعة لمركز الفيوم، وقد قام المسعفون بنقل اربع حالات من بين العشرون إلى مستشفى الفيوم العام ،بينما تم نقل 16 مصابا آخر إلى مستشفى 6 أكتوبر نظرا لتكدس الاسرة بمستشفى الفيوم العام جراء الحادث الأول إضافة إلى الحالات الطبيعية المحتجزة بالمستشفى. وتمضي الساعات ليس ببعيد حتى يقضي الله أمر كان مفعولا فيعثر أحد المواطنين على حطام لسيارتين ملاكي قد اصطدما ببعضهما البعض بأحد الطرق السريعة بقرية جرزا التابعة لمركز الفيوم ،ليلقي من بداخلهما مصرعهما في الحال محصورين داخل حطام السيارتين وقد خرجت احشاء احدهم خارج جسده، ليقوم رجال الحماية المدنية بالتعاون مع رجال الإسعاف في انتشال الجثث من داخل الحطام ونقلها إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام لتصبح حصيلة المشرحة أمس 7 جثث نتيجة حوداث الطرق السريعة.