قال الناقد دكتور عايدي علي جمعه تعليقاً على خبر وفاة الشاعر الأبرز أنسي الحاج رائد قصيدة النثر العربية: أنسي الحاج وداعاً أيها المغامر العائد بالذهب، إن هذا الشاعر المرموق صاحب دور فذ فى حركة الشعر العربى الحديث ، لأنه من رواد قصيدة النثر ، حيث استطاع أن يمنح هذا التيار زخماً واضحاً . وأضاف جمعة في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز": منذ ديوان الحاج الأول " لن " لفت الأنظار إليه بشدة ، واستمر عطاؤه على مدار فترة طويلة منح فيها المكتبة الشعرية العربية دواوين متعددة ، مثل "لرأس المقطوع" ، "ماضي الأيام الآتية" ، "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة" ، "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" ، "الوليمة" ، هذه الدواوين كان لها صداها الخالد عند المتلقى ، مما ساهم فى جعل تيار قصيدة النثر له الهيمنة فى حركة الشعر العربى المعاصر . وأضاف عايدي: حاول الشاعر اللبنانى أنسى الحاج أن يتخلص من جماليات القصيدة التقليدية ، ويؤسس لجماليات خاصة بقصيدة النثر ، يكون منطلقها الأساسى النثر ، وليس الشعر ، وهذه تعد إضافة بالغة لحركة الشعر العربى ،ومن هنا فقد كانت له مغامرته الخاصة والباهرة مع اللغة، وكانت شجاعته فائقة فى التمسك بما يراه ، واستطاع منذ ديوانه الأول " لن " الذى صدر عام 1960 أن يواجه عالمنا العربى الذى تربت ذائقته الشعرية على شئ مختلف عما أتى به أنسى الحاج الذي استطاع أن يكسب مكانته الشعرية البارزة فى خريطة الشعر العربى . وأن يكون رائدا لرعيل غير محدود من شعراء قصيدة النثر على امتداد عالمنا العربى . ويبقى تأثيره من القوة بمكان على تيار قصيدة النثر . ومن إسهاماته الواضحة تأسيسه مع الشاعر السورى الكبير أدونيس " على أحمد سعيد " مجلة "شعر" اللبنانية التى كان لها تأثيرها الفائق والملموس على المشهد الشعرى فى العالم العربى . كما كان له إسهامه فى ترجمة أعمال أدبية خالدة لكبار الكتاب الغربيين مثل "شكسبير" و"كامي" إلى الأدب العربى ،وقد ترجمت أعمال انسى الحاج بدورها إلى العديد من اللغات الأجنبية . وعلى الرغم من تشعب قصيدة النثر الآن وتنوع تياراتها فى إبداعنا العربى فسيظل إنتاج أنسى الحاج فى هذا المجال له مذاقه الخاص ، ودهشته البالغة .