شهد اليومان الماضيان سجالا كبيرا بين عالم الآثار الأشهر ووزير الدولة الأسبق للآثار الدكتور زاهي حواس، والمفتي السابق الشيخ على جمعة؛ حيث قال المفتي السابق في حوار تليفزيوني، إن النبي إدريس عليه السلام هو من علم المصريين بناء الأهرامات، وأن تمثال أبو الهول الشهير تجسيد لوجهه. وقال على جمعة، في تصريحات تلفزيونية لبرنامج "مصر أرض الأنبياء" على التليفزيون المصري: "هناك كثير من الأقاويل التي يرجحها العلماء، أن نبي الله إدريس هو من بدأ بناء الأهرامات وعلم التحنيط، وأن وجه تمثال أبو الهول في مصر هو وجهه"؛ وتابع أن توجهه بشأن اسم النبي إدريس جاء من دراسة وافية، مضيفا "هناك أقاويل تشير إلى أن إدريس هو نفسه أوزوريس الذي تتحدث عنه البرديات الفرعونية". وخرج حواس ليرد في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام، مساء أمس الأحد "الشيخ على جمعة رجل فقيه في الدين، وتحدث عن الآثار بمعلومات لا تمت للعلم بصلة"، مضيفا أن ما قاله "أمر ردده الكثيرون من مهوسي الآثار من دون علم ولا دراسة"، بحسب وصفه. وأكد عالم المصريات الأشهر في تصريحاته أنه لا توجد أي صلة بين النبي إدريس عليه السلام وتمثال أبو الهول، والذي قال عنه جمعة إنه لوجه النبي إدريس. ينفي كذلك وجود دليل على بناء نبي الله إدريس للأهرامات أو تمثال أبو الهول "لكن هناك أدلة كاملة تؤكد أن الملك زوسر هو من بنى هرما، وأن خفرع هو من شيد أبو الهول". أشعل حواس في مداخلته مع الإعلامي عمرو أديب، مساء الأحد، السجال عندما طالب الشيخ على جمعة -الذي أعرب عن احترامه له باعتباره فقيهًا في الدين- ب"عدم الإفتاء في الآثار"، بحسب تعبيره. أما اليوم، فقد أصدر حواس بيانا ردا على بيان جمعة الأخير الذي طالبه فيه بالتواصل معة ورؤية البرنامج قبل إصدار الأحكام، قائلا: "شاهدت الحلقة من بدايتها لنهايتها والتي هالني ما شاهدته فيها من خرافات لاعلاقة لها بالعلم بناها الشيخ جمعة -كما قال- من روايات وأقاويل، كما أورد في برنامجه، وهو ما نتعجب من صدوره من شيخ فاضل وكان من الصعب أن أحادثه أو أتصل به بعدما شاهدت من معلومات مغلوطة في الحلقة وتخاريف". وأضاف: "كان من باب أولى أن يحدثني الدكتور جمعة قبل أن يفتي في ما ليس به علم، والادعاء بمعلومات بعيدة كل البعد عن علم الآثار، ويؤسفني القول إن ما قاله لا يطلق عليه سوى أنه خزعبلات". واكمل حواس: "القول بأني محتكر العلم مردود عليه بأن عصر بناة الأهرامات هو تخصصي، وأنا من ثلاث علماء فقط على دراية بتلك الحقبة وتفاصيلها التاريخية، لذا فإن ردي عليه بالأدلة والبراهين التاريخية التي لا نقاش فيها مستندة على أدلة لغوية وأثرية". واختتم حواس: "من أعجب ما قال جمعة أني بعيد عن الساحة، وتصريحي محاولة للعودة للأضواء ويبدو أن "مستر على " - حسب قوله- لا يطالع وسائل الإعلام المحلية والعالمية التي تتسابق للانفراد بلقاءات معي حول اكتشافاتي الأثرية وإنجازاتي العلمية والوثائقيات التي أقدمها هي خير سفير لمصر في العالم، وأدعو "مستر على " ليشاهد البرامج العالمية التي أظهر بها بعد إلحاح من القائمين عليها".