قال المطران تيودور الغندور، أسقف افاميا والمعاون البطريركي للروم الأرثوذكس، على صفحته الرسمية، اليوم الأحد، " ثقوا أن الكلمة الأخيرة والحاسمة ستكون لله وحده". وأضاف: ليس فقط لأن الكتاب المقدس ذكر ذلك غير مرة وليس لأن الآباء القديسين شددوا على ذلك ولكن لأننا نحن أيضًا وإذا أمعنّا النظر في شريط حياتنا لوجدنا الكثير من المحطات الصعبة والتي كانت لله فيها كلمة الحسم ولأيقنا أن تدخل الله جعل من حياتنا أفضل وأفضل بكثير مما كنّا نخطط ونعتقد. وأوضح: "صحيح أن الله خلق كل شيء حسن وحسن جدًا، إلا أن الشر المتفشي في العالم هو الذي يتسبب بكل ما هو ضرر وألم ومرض وموت وكل ذلك ليفقدنا الثقة بالله ويجعلنا نعتقد أن الله يهلك شعبه". وعلق: "هنا الخطأ والخطيئة إذ كيف للخالق أن يهلك خليقته وقد افتداها محتملًا الصلب والموت ليقيمها معه منقاة من كل دنس". وأضاف: "وإذا كان الله يسمح بالتجارب فهذا لا يعني أنه شرير بل إنه عادل ويحترم حرية الإنسان بأن يختار بين الخير والشر فهو لا يريد أتباعا مقيدين ولا عبيد، فهو يريد مؤمنين حقيقيين بأنه الله مخلص العالم". وتابع" "ومن هنا ننظر لهذا الوباء وغيره كمحنة اختبار الإيمان الذي نحمله. فهل سنتمسك به ونحارب بإيماننا جباروت العالم الفاسد؟ أم سنخصع لمخطط العالم ونتشح باليأس ولوم النفس والله وهذا أخطر من الوباء؟ واستدرك: "كورونا ليس الوباء الأول ولن يكون الأخير ولقد مرت البشرية بالطاعون والملاريا والسلّ وغيرها ولكن الناس حينها كانوا يلجأون بإيمان إلى الكنائس كي يطلبوا من الله بشفاعة والدة الإله والقديسين أن يرحم العالم ويشفيهم ولم تكن تطول المدة حتى تنجلي المحن ويسقط المرض أمام عظم رحمات الخالق". وأشار إلى أن اليوم الجميع وضع الإيمان جانبا أو جعله في ميزان العلم والنظريات. الجميع التزم الخوف سبيلا لسجن النفس في المنزل مسمرة أمام شاشات صغيرة وكبيرة تضخّم الأمور وتعظم المصاب كي تساعد الشرير على اصطياد ضعفاء الإيمان وإصابتهم بمرض الوسواس الذي هو اخطر من كورونا وأخواتها. وتابع: "إننا ملزمون بالبقاء في المنازل تطبيقا لقرارات المرجعيات الحكومية والصحية فلماذا لا نحوّل منازلنا كنائس ونجعل من البخور مطهرا ومن الشموع نارا تحرق كل مرض ومن قلوبنا نبض صلاة يقرع باب السماء ويحرك القوات العلوية بأمر الله الذي يحب خاصته بأن تتدخل وتمحو من الأرض كل ألم ومرض وشدة وضيق؟ أليس هذا هو الأفضل؟ واختتم وقال نعم إننا نثق أن الكلمة الأخيرة هي كلمتك يا ربي وإلهي. ارحمني انا عبدك الخاطىء وارحم العالم أجمع.