مطروح – منى سالم: لقد تغيرت إستراتيجيات الجماعة وأولوياتها بعد وصول الرئيس المنتمي لها لسدة الحكم؛ فمنعت قافلة إغاثة عن الشعب الفلسطيني، بعد أن ظل الإخوان يرددون طوال السنوات الماضية، و قبل الوصول إلى السلطة، أن القضية الفلسطينية هي قضيتهم الأولى، وأن فلسطين في القلب والعين وستظل الأولى برعاية الشعب الفلسطيني الشقيق، ولن نسمح لأحد بالمزايدة على دورها تجاه القضية الفلسطينية، “,”ع القدس رايحين شهداء بالملايين“,”، “,”خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود“,”، وغيرها من الشعارات التي سرعان ما اكتشف زيفها. ففي 18 مارس من العام الجاري رفضت السلطات المصرية عبور القافلة (مرمرة 2) عبر الأراضي المصرية وصولاً إلى رفح لمساعدة أهالي غزة، لنفس السبب الذي هاجمته جماعة الإخوان قبل ثلاث سنوات، وهو “,”دواعٍ أمنية“,”. وبهذا التصرف تكرر الجماعة ما قام به النظام السابق قبل ثلاث سنوات؛ حيث منع قافلة الإغاثة (مرمرة 1) من الوصول إلى غزة بهدف كسر الحصار المفروض عليها عن طريق معبر رفح المصري. وأرجع النظام وقتها أسباب الرفض لدواعٍ أمنية، ووقتها هاجم الإخوان مبارك بكل قوة بخروجهم في مظاهرات حاشدة للتنديد بموقف النظام وتواطؤه لصالح إسرائيل. واليوم 44 يومًا كاملة مرت على قافلة المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة (مرمرة 2) والمتواجدة حاليًّا بمعبر مساعد الليبي؛ انتظارًا لموافقة السلطات المصرية للسماح لها بالعبور عبر أراضيها، لتصل إلى قطاع غزة، لكن وسط صمت الرئاسة وتغافل جماعة الإخوان عما رددوه طوال سنوات من مزاعم دعم القضية الفلسطينية، متجاهلين قافلة الاغاثة مرمرة 2، التي ضمت مساعدات إنسانية لقطاع غزة؛ عبارة عن 10 سيارات إسعاف، وسيارات دفع رباعي، وشاحنات تحمل حليب أطفال، وأجهزة حواسب آلية، وكراسي متحركة للمعاقين و“,”حفاضات“,” أطفال وأدوية ولوازم طبية. انطلقت مرمرة 2 في الخامس والعشرين من الشهر الماضي من بريطانيا، وانتقلت منها إلى فرنسا ثم إسبانيا فالمغرب، حيث انتظرت خمسة أيّام قبل أن تدخل الجزائرفتونس، ثم علقت في معبر رأس الجدير على الحدود التونسية الليبية لمدة 4 أيام، لتعلق الآن من جديد على الحدود الليبية المصرية، حيث عبرت القافلة منفذ مساعد البري في الثامن عشر من مارس الماضي؛ استعدادًا للدخول إلى الأراضي المصرية، إلا أن السلطات المصرية بمعبر السلوم رفضت دخولها لأسباب أمنية؛ الأمر الذي أدى إلى عودة القافلة إلى منفذ مساعد الليبي مرة اخرى، انتظارًا للسماح لها بالمرور عبر الأراضي المصرية، وصولاً إلى غزة. وقد أعرب طاقم القافلة، والذي يضم 25 ناشطًا من جنسيات مختلفة، وهم 16 إنجليزيًا من أصول فلسطينية و7 أتراك وتونسي وأمريكي واحد، عن استيائهم إزاء رفض السلطات المصرية السماح لهم المرور عبر أراضيها، برغم ما تضمه القافلة من مساعدات إنسانية. جدير بالذكر أن القافلة (مرمرة 2) اطلق عليها هذا الاسم تيمنًا بأسطول الحرية (مرمرة 1) الذي انطلق من تركيا إلى قطاع غزة في مايو/2010 بهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة المحتل، وتعرض لهجوم من جانب الجيش الإسرائيلي، وأسفر عن مقتل تسعة من النشطاء الأتراك آنذاك. وقالت هاجر المطيري، صحفية تونسية وإحدى الناشطات المشاركات في قافلة الإغاثة المتجهة إلى قطاع غزة المحتل، ل“,”البوابة نيوز“,”: ما زلنا في انتظار موقف واضح للرئاسة المصرية، مع استمرار جهود الجمعيات الأهلية في مصر وتونس وليبيا للتواصل مع الحكومة المصرية لإقناعهم بمرور القافلة بريًّا. وأضاف السيد إسماعيل يلمظ، تركي الجنسية والمشرف على القافلة، أن هدف القافلة إنساني بحت، ويجب على جميع الدول تفهم ذلك وترجمتة إلى واقع؛ بتذليل العواقب الواهية التي تعترضنا. وأشار يلمظ إلى أن من بين النشطاء المشاركين بمرمرة 2 نجل أحد شهداء مرمرة 2010، والذي أصر على مرافقتانا لاستكمال مسيرة والده في مساعدة أبناء غزة. فيما قال إحسان شمروخ، أحد النشطاء المشاركين بالقافلة -إنجليزي من أصل فلسطيني- والذي يطلق علية اسم الشهيد؛ نظرًا لنجاتة من رصاصة قد أطلقت علية من قبل قوات الاحتلال أثناء مهاجمتها لقافلة (مرمرة 1) في العام 2010 لكنها مرت بمحاذاة رأسه، إلا أنه أصر على المشاركة في مرمرة 2. ويقول الشهيد الحي: برغم الصعوبات التي نواجهها وأيام الانتظار في كل دولة تمر بها القافلة حتى يتم السماح لنا بالمرور، فقد مكثت القافلة بالمغرب 5 أيام، وفي تونس 3 أيام، وفي ليبيا 4 أيام، ولا نعلم كم سنمكث في مصر بعد مضي ما يقرب من شهرين، حتى يتم السماح لنا بالمرور. وناشد شمروخ كل أعضاء المجتمع المدني المصري والليبي، والمجتمع الدولي بأسره، وإلى كل من يهمه الأمر كي يتدخل للمساعدة في تسهيل مهمة القافلة. وأضاف: لقد قمنا باتصالات هاتفية لكل من إسماعيل هنية وخالد مشغل والزهار والسفارة البريطانية بمصر والسفارة الأيرلندية، كما قمنا بإبلاغ الداخلية والخارجية الليبية، وأطلعناهم جميعًا على موقف الحكومة المصرية من القافلة، والظروف السيئة التي يعانيها أعضاء القافلة من نقص الغذاء والمياه وغياب الصرف الصحي، فضلاً عن صعوبة التعاطي مع العواصف الرملية المتكررة، إلا أنه وحتى اليوم لا مجيب لنداءاتنا واستغاثتنا المتكررة. وأضاف: لم يخطر ببالنا لحظة واحدة -قبل انطلاق القافلة- أن مصر ستكون هي العقبة التي ستحول دون وصولنا إلى قطاع غزة، فما وجه الاختلاف بين نظام مبارك ونظام مرسي؟