قال البابا تواضروس بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية في كلمته خلال زيارته الرعوية لسوهاج "أنا سعيد للغاية أن أزور هذه الإيبارشية صاحبة التاريخ الطويل وأشكر حبيبنا نيافة الأنبا بسادة مطران هذه الإيبارشية المحبة وكلمات المحبة التي سمعناها من نيافته وخورس الشمامسة وكل الحضور وكل كلمات المحبة التي حكت عن تاريخ إخميم وخدمة المطران نيافة الأنبا بسادة والعلاقات الطيبة التي تربط بين أبناء الوطن الواحد هنا في أخميم التي لها شهرتها سواء في التاريخ المصري الفرعوني القبطي". أمس كنا في جرجا ثم البلينا واليوم سوهاج والآن أخميم، ربنا يكمل معنا هذه الزيارة الموجزة فعلًا لكن مجرد رؤية وجوهكم ومحبتكم يشبع. أنا أنال بركة كبيرة بركة المكان والتاريخ والمحبة الكبيرة التي في قلبكم. مثل هذه الزيارات لا تتم إلا بتعاون مع الشرطة والجيش وفي الحقيقة يقومون بمجهود كبير جدًا نحييهم ونتعاون معهم لحفظ النظام. أنا والأنبا بسادة ترهبنا في نفس الدير دير الأنبا بيشوي وعندما ترهبنت كان الأنبا بسادة أسقفا ويجئ الدير ليقودنا ويعلمنا التسبحة وكنت أراه دائمًا محب وهادئ لهذا فكرت في أن كلمتنا عن نعمة الفرح أقرأ معكم المزمور 123 "فَرِحْتُ بِالْقَائِلِينَ لِي: إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ نَذْهَبُ. تَقِفُ أَرْجُلُنَا فِي أَبْوَابِكِ يَا أُورُشَلِيمُ. أُورُشَلِيمُ الْمَبْنِيَّةُ كَمَدِينَةٍ مُتَّصِلَةٍ كُلِّهَا، حَيْثُ صَعِدَتِ الأَسْبَاطُ، أَسْبَاطُ الرَّبِّ، شَهَادَةً لإِسْرَائِيلَ، لِيَحْمَدُوا اسْمَ الرَّبِّ. لأَنَّهُ هُنَاكَ اسْتَوَتِ الْكَرَاسِيُّ لِلْقَضَاءِ، كَرَاسِيُّ بَيْتِ دَاوُدَ. اسْأَلُوا سَلاَمَةَ أُورُشَلِيمَ: لِيَسْتَرِحْ مُحِبُّوكِ. لِيَكُنْ سَلاَمٌ فِي أَبْرَاجِكِ، رَاحَةٌ فِي قُصُورِكِ. مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِي وَأَصْحَابِي لأَقُولَنَّ: سَلاَمٌ بِكِ. مِنْ أَجْلِ بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِنَا أَلْتَمِسُ لَكِ خَيْرًا." نعمة الفرح في العهد الجديد 3 معاني مهمة يجب أن يكونوا كل حين (اشكروا.. صلوا.. افرحوا) وصارت هؤلاء الثلاثة ثلاثية مرتبطة ببعضها. صار الفرح نعمة يريدنا المسيح أن نعيش فيها دائمًا. وتصير طقوس الكنيسة وعبادتنا هدفها الرئيسي أن نكون فرحين. الفرح وصية وهو من ثمار الروح القدس وهو علامة الصحة الروحية. كيف أستطيع أن أقتني الفرح؟ المكان الأول: إنجيلك، البشارة المفرحة العلاقة المستمرة مع كتابك المقدس مهما كانت مشغولية الحياة. ونحن في عيد الميلاد كانت البشارة المفرحة أن يكون فرح عظيم لجميع الشعب. وفي أنشودة الملائكة دائمًا كلمة المسيح سبب فرح وسعادة. طوباه من يعلم أولاده آيات الكتاب المقدس ويحفظها ويعيش بها. وبالمصادفة ونحن في سنة 2020 وهي سنة وكتابتها لا تتكرر إلا بعد قرون (10 قرون – 3030) وهناك شاهد في الإنجيل يوحنا 20: 20 "ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب". آخر سفر في الكتاب المقدس سفر الرؤيا هناك آيه تتكرر كثيرًا "من له أذنان للسمع فليسمع". الإنجيل هو المصدر الأول للفرح. الموضع الثاني: كنيستك... أنتم أحفاد قديسين. هللويا أي افرحوا بالله نقولها في القداس والألحان والمردات والآباء يعلمونا أن الإنسان يحضر في الكنيسة لكي يصير إنسان الهللويا أي إنسان الفرح. والكنيسة ليست الطوب والزلط وليست مجرد الحضور الجسدي فقط. الكنيسة إنك حاضر مخصوص لمقابلة المسيح ومعية القديسين. بكل الاشتياق للانشغال بالمسيح الحي فقط وترتبط بها روحيًا. والقديس يوحنا ذهبي الفم يشبه الأب الكاهن وهو يفتح ستر الهيكل كأنه يفتح باب السماء. فكنيستي هي بيتي وأمي وفرح حياتي. التاريخ يحكي إنهم كانوا يصلوا في شقوق الأرض والمغاير، كنيسة بلا جدران. الموضع الثالث: وطن، اسمه مصر. ذكرت في الإنجيل 700 مرة وتباركت بزيارة العائلة المقدسة فبلادنا وأرضنا صارت أرض مقدسة فمصر هي البلد التي استقبلت السيد المسيح وحمته وهي نعمة أن نوجد في مصر. استشهد في اخميم سنة 20 للشهداء 29 كيهك استشهد في اخميم أكثر من 8140 شخص. من القرون الأولى تعيش معنا وبسببهم الإيمان عايش، مصر بها أهلنا، أديرتنا، كنائسنا، آباؤنا شهداؤنا قديسونا. الموضع الرابع: الأبدية، رؤيا 19 "لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ. لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. " امرأته أي الكنيسة. وهذا الإصحاح هو الوحيد التي ذكرت فيه كلمة "هللويا" 4 مرات في العهد الجديد. الأبدية هي قمة الفرح لهذا حامل الأيقونات يتطلع إلينا. فرحك أن تفكر باستمرار في السماء. هناك أفراح كثيرة في العالم كالغني الغبي وهيردوس الذي ضربه الدود، كلها أفراح باطلة. افرح الرب بوجوده في حياتنا.. بالخلاص كما قالت أمنا العذراء مريم "فلتعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" بالتسبيح، افرح بالعطاء إنسان دائمًا تقدم روح العطاء مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ. افراح بصداقة القديسين كداود ويوناثان. افرح إنك تعيش في هذه المعية المقدسة معية المسيح. من فضلك كن سبب فرح لمن حولك، فرحوا بيوتكم، الآباء والأمهات الشباب شجع حتى لو كان هناك ضعف أو تقصير فالكلمة القاسية تجرح ومن الممكن أن تتسبب في مشكلات نفسية. كن إنسانًا فرح في بيتك، في شغلك، في الطريق، في الدراسة في الخدمة. الفرح نعمة وحياة نمارسها في كل لحظة فيدوم وتنقله لكل أحد.