مع بداية فصل الشتاء، وزيادة برودة الجو، تصبح الدفاية، «كهرباء أو غاز»، هى الخيار الأول للعديد من الأشخاص، للحصول على مصدر دفء داخل المنزل، ولكن استخدام هذا الجهاز يعتبر سلاح ذا حدين، فعلى الرغم من كونه وسيلة للحفاظ على الأماكن دافئة، فخطورته كبيرة، وله عواقب وخيمة قد يصل البعض منها لحد الوفاة، بسبب الاختناق نتيجة استنشاق غاز ثانى أكسيد الكربون، عديم اللون والرائحة، أو الاحتراق، وهو ما حدث مع طفل بمنطقة 6 أكتوبر بالجيزة، لقى مصرعه وتوفى مختنقًا، بعد نومه بالقرب منها. ومن جانبه، أكد مصطفى مفتاح، خبير الأمن والسلامة المهنية، على أن هذه النوعية من وسائل التدفئة «الدفايات»، لها العديد من الأضرار، لكونها تنقل الحرارة عن طريق الهواء المتواجد في الغرفة، ليتم حرقه وتحويله إلى غاز ثانى أوكسيد الكربون، الذى يؤدى إلى اختناق من بالغرفة، وخاصة النائمين، بعد استنشاقهم هذا الغاز السام. وتابع خبير الأمن والسلامة المهنية، أن احتمالية حدوث صعق بالتيار الكهربائى من هذه الأجهزة، وهو أحد الأضرار أيضًا، نتيجة لعدم وجود تجهيزات كهربائية جيدة بها، أو احتراقهم نتيجة اشتعال النيران التى خلفتها المدفئة الكهربائية، سواء عن طريق انصهار السلك الكهربائى الخارجى الموصل بها، لزيادة الأحمال عليه، وسحبه كمية كبيرة من الكهرباء، والتى لا تتناسب مع طبيعة صنعه، مما يودى لحدوث حريق بالمنزل، فضلا عن صنع هذه الأجهزة بطرق غير مطابقة للمواصفات، وعند ارتفاع درجة حرارتها بصورة لا تتحملها مكونات هذه «الدفاية»، فقد تتسبب في حريق الأغطية والمفروشات التى تضع بالقرب منها، أو الملابس المبللة التى قد يتركها البعض على المدفئة لتجف. وأضاف خبير الأمن والسلامة المهنية، أن دفايات الغاز أو الكيروسين، لا تقل خطورة هى الأخرى، لكونها تتسبب بأضرار كثيرة، قد تصل إلى انفجار المنازل في بعض الأحيان، والتسبب في وفاة البعض، نتيجة لتسرب الغاز الذى قد ينتج عن خلل في وصلات المدفأة. وحول الوسائل والطرق التى قد نستخدمها للحد من مخاطر الدفايات فقد أوضح «مفتاح»، أنه عند استخدام هذه الدفايات داخل أماكن مغلقة، يجب ترك جزء مفتوح من الأبواب أو النوافذ، حتى يتمكن الهواء من الدخول، وتحدث عملية «تبديل غاز ثانى أكسيد الكربون بالأكسجين» حتى لا تحدث اختناقات، فضلا عن تشغيلها قبل النوم بفترة، ثم غلقها بعد ذلك، حتى لا تتسبب في حريق أثناء النوم. وأشار إلى أنه يجب فحص أسلاك «الدفاية»، كل فترة، واستبدال التالف منها، وأن يتم وضعها بعيد عن المفروشات، والأغطية، ووضعها على أرض صلبة «سيراميك»، وإبعادها عن الأرضيات الخشب أو المواد القابلة للاشتعال، لتجنب حدوث حريق، ولا يجب استخدامها في تجفيف الملابس، حتى لا تتسبب المياه المتساقطة منها في حدوث ماس كهربائي. وأضاف خبير الأمن والسلامة المهنية، أنه في حالة حدوث تسرب في الغاز، يجب إغلاق الوصلات الخاصة بالمدفئة، وإغلاق أى مصدر للتيار الكهربائي، وتجنب إشعال المصابيح الكهربائية، حتى لا تنفجر، وفتح كافة النوافذ والأبواب.