- أبو عيطة ل“,”اتحاد العمال“,”: العمال لا يثقون ولا يعترفون بكم نصر عبده تشهد الساحة العمالية في الآونة الأخيرة صراعًا من نوع خاص، طرفاه اتحاد عمال مصر، ممثلًا للحكومة، أما الطرف الآخر فهو الكيانات العمالية المستقلة، وتحديدًا الاتحاد المصري للنقابات المستقلة . الصراع الجديد يأتي بغية ضم النقابات إلى كنف كل طرف، والتصارع من أجل تحقيق أكبر رقم من النقابات التابعة لكل جهة من جهتي الصراع . الصراع بدأ منذ تصريح القيادي العمالي كمال أبو عيطة، الذي أكد فيه أن هناك أكثر من 14 نقابة تتبع اتحاد العمال في طريقها إلى الانضمام إلى الاتحاد المصري للنقابات المستقلة، الذي يترأسه، واتخذ من النقابة العامة للعاملين بالبترول نموذجًا على ذلك، والتي أعلنت استقلالها عن اتحاد عمال مصر وانضمامها إلى الاتحاد المستقل منذ 19 فبراير الماضي . هذه التصريحات أثارت حفيظة عبد الفتاح خطاب، أمين اتحاد العمال، الذي قام بتكذيب كمال أبو عيطة عبر وسائل إعلام مختلفة، وطالبه بالكشف عن أسماء هذه النقابات إن كان صادقًا . من جانبه قال كمال أبو عيطة إنه لا يدخل في صراع مع أحد، لكن هذه النقابات هي التي تأتي إلى الاتحاد المصري للنقابات المستقلة وتطالب بالانضمام إليه؛ معللًا ذلك بأنها شعرت بخيبة الأمل والرجاء من اتحاد العمال الرسمي، وتأكدت من عدم قدرته على إدارة الحركة النقابية والعمالية خلال هذه الفترة، ومؤكدًا أن عمال مصر لا يثقون في الاتحاد ولا يعترفون به . وأضاف أبو عيطة أن عبد الفتاح خطاب ليس من حقه أن يطالبه بأسماء النقابات؛ لأنه لا يمثل الحركة العمالية، ولا يعدو عن كونه عضوًا في ائتلاف السياحة، البعيد كل البعد عن التنظيم النقابي والعمالي، مشيرًا إلى أنه يملك أسماء كل هذه النقابات، لافتًا إلى أنه لن يكشف عن أسمائها؛ حتى لا يلتف حولها اتحاد عمال مصر ويأخذها إلى طريق “,”الأخونة“,”، الذي بدأ يمارسه بتصريح رسمي من خالد الأزهري، وزير القوى العاملة والهجرة. ولفت أبو عيطة إلى أن الكيانات المستقلة هي وحدها من تنال ثقة العمال؛ معللًا ذلك بأنها لا تترك العمال في أي وقفة احتجاجية، ولا تبيعهم لصاحب العمل، بل تظل إلى جوارهم حتى يحصلوا على حقوقهم بشرف وشفافية، على حسب تعبيره . وقال أبو عيطة إن ما حدث مع النقابة العامة للعاملين بالبترول، التي أعلنت عن انفصالها عن اتحاد عمال مصر والبدء في تأسيس اتحاد عمال العاملين بالبترول، لهو خير دليل على هروب النقابات من تحت سقف اتحاد عمال مصر. وفي السياق ذاته علمت “,”البوابة نيوز“,” أن اتحاد عمال مصر سعى إلى مقابلة عدد من النقابات؛ من أجل بحث إمكانية ضمها للاتحاد، والإعلان عن ذلك من أجل الظهور بصورة مشرفة في هذا الصراع . وكشفت مصادر داخل اتحاد عمال مصر أن مسئولاً بالاتحاد قابل رئيس نقابة العاملين بالقطاع الخاص، وعرض عليه انضمام نقابته للاتحاد، مؤكدًا له أن المستقبل في وجود نقابته باتحاد عمال مصر وليس أي كيان عمالي مستقل . وأضافت المصادر أن هناك عددًا آخر من النقابات سعى اتحاد عمال مصر لضمها عن طريق مقابلة مسئوليها، مثل نقابة العاملين بالإسعاف، والضرائب العقارية، التي أسسها أبو عيطة، وعمال اليومية، وعدد آخر من النقابات . وأوضحت المصادر أن اتحاد العمال لكي يتمكن من ضم هذه النقابات لا بد من تغيير وتعديل قانون النقابات العمالية؛ مشيرة إلى أن هذا الصراع سيشتعل خلال الأيام القادمة ويأخذ مأخذًا جديًّا من خلال مشاورات سيكلَّف بها عدد من الأعضاء؛ بحيث يتولى كل عضو إيجاد صيغة من التفاهم مع عدد من النقابات تمهيدًا لإعلان ضمها للاتحاد . من جانبه نفى مجدي البدوي، نائب رئيس اتحاد عمال مصر، قيام الاتحاد بمثل هذه المحاولات، مشيرًا إلى أن هذا الاتجاه كان بدعوة من الدكتور أحمد البرعي لضم النقابات له بدلًا من استحواذ جماعة الإخوان المسلمين عليها . وأضاف البدوي إلى أن اتحاد عمال مصر يقف إلى جوار أي حركة عمالية تساند العمال وتقف إلى جوارهم، لافتًا إلى أن هذا هو دورهم الحقيقي وليس التصارع على النقابات مع الكيانات المستقلة . وفي السياق ذاته أكد محمد الدبش، رئيس النقابة العامة للفلاحين المصريين، أن اتحاد عمال مصر عرض الانضمام إليه منذ 19 نوفمبر الماضي ودمج نقابته مع كيانات أخرى تعبر عن الفلاحين، وتنتمي جميعها إلى اتحاد العمال. وأضاف “,”الدبش“,” أنه رفض هذا العرض، مشيرًا إلى أنه يرفض فكرة الاندماج من أساسها، سواء مع اتحاد العمال أو مع أي كيان آخر، لافتًا إلى أن نقابته ترحب بالتحالف مع أي جهة وأي كيان يعمل لصالح العمال والفلاحين، الذين لا ينفصل صالحهما أبدًا، حسب قوله .