قالت صحيفة هآرتس انه مر خمسة وثلاثين شهرا، مع مئة وسبعة وثلاثين الف قتيل، في الحرب الاهلية في سوريا، لاتزال الاسرة الدولية عاجزة على الموافقة على قرار مجلس الأمن الذي يدعو كل اطراف النزاع للسماح للمنظمات الانسانية بادخال المساعدات الضرورية للمدنيين، وكاالعادة الحكومة السورية هي التي تعارض، وقال "فيتالي تشوركين" السفير الروسي بالامم المتحدة أنه"من السابق لاوانه جدا، بحث القرار، أنه فكرة ليست جيدة"، ودعا الغرب الى انتهاج البراغماتية تجاه نظام الاسد وقال المحلل السياسي "آتشل بايبر" أن روسيا وايران مثلتا التدخل الخارجي اكثر بشاعة في الحرب السورية، فلقد امتنعت ادارة اوباما عن العمل باي شكل كان في الاشهر الاولى من القتال رغم أنه علم منذئذ بذبح الاف المواطنين بشكل براغماتي، وأصبح من الواضح أن بعض السلاح المرسل لسوريا سيصل للجماعات الجهادية التي تحولت بالتدريج الى الاغلبية بين الثوار. في واشنطن يعترفون بانهم لو كانوا عملوا بشكل مختلف في 2011 يحتمل أن يكون الوضع اليوم مختلفا. كان واضحا منذ البداية ان امريكا لن تتدخل في سوريا، فقد وعد اوباما بعودة الجنود الامريكيين من العراق ومن افغانستان، وليس ادخالهم الى مواجهة جديدة، وانه سيدير الحروب ضد القاعدة عبر جهاز التحكم عن بعد . وقال بايبر أنه بعد 35 شهرا سيغادر اوباما البيت الابيض، فاذا استمر ببراغماتيته، سيكون من المتوقع بان يبقى الاسد في الحكم . ومن جهته قال "تسفي برئيل" أنه تم وقف اطلاق النار بين منظمة "الدولة الاسلامية في العراق والشام" التي يقودها ابو بكر البغدادي وبين "صقور الشام" التي يقودها ابو عيسى الشيخ، فالشيخ يرأس مجلس شورى"الجبهة الاسلامية"، وهي اتحاد لعدد من التنظيمات الجهادية، تعمل احيانا بالتنسيق مع الجيش السوري الحر، واحيانا اخرى تقرر لنفسها القواعد حسب الجبهة الخاصة التي تعمل فيها، والأمر الغريب هو ان الاتفاق بين "صقور الشام" و"الدولة الاسلامية" غير ملزم للجبهة الاسلامية، أما الاتفاق فيهدف لتحررصقور الشام من الحصار الذي فرضه عليهم مقاتلو الدولة الاسلامية. وتعتبر"الدولة الاسلامية في العراق والشام" للان جزء من القاعدة، ولكن ايمن الظواهري اعلن مؤخرا انه لا علاقة لدولة الاسلام بالقاعدة وان "جبهة النصرة" فقط تعتبر جزء من المنظمة، فالظواهري غاضب على البغدادي الذي لم يعمل بتعليمات الظواهري بالعمل في العراق فقط والا يمس برجال جبهة النصرة في سوريا. وبالتالي اصبحت سوريا دولة عصابات، تدير كل عصابة مستقلة او بشكل مشترك قطعة ارض، وبالتوازي مع حربها ضد النظام تفتح جبهات محلية الواحدة ضد الاخرى، بالتالي سقط هذه السنة الاف الضحايا بنار من جانبين او من جوانب متعددة بين المنظمات والميليشيات. حيال هذا الواقع، من الصعب عدم التناول بشك للجهود الدولية لاحداث هدنة على الاقل بين الجيش السوري وبين المنظمات او الافتراض بان مؤتمرا آخر وبعده مؤتمر آخر وغيره سيطهر سوريا من سيطرة العصابات. من هنا فانه لا يمكن لاي طرف، لا الجيش السوري الحر ولا النظام السوري ان يضمن الا تصبح سوريا في المستقبل ايضا دولة ميليشيات.