يهتم العالم منذ عدة أيام، بحرائق غابات الأمازون فى البرازيل والتى هزت العالم بعد أن ظلت متواصلة طوال 3 أسابيع، خاصة أن غابات الأمازون تلقب ب«رئة العالم»، وتنتج 20٪ من الأكسجين لكوكب الأرض، إلا أن تلك الغابات ليست الوحيدة التى تمتص ثانى أكسيد الكربون وتنتج الأكسجين للكوكب، فهناك رئة أخرى للأرض تسمى ب«الرئة الثانية» موجودة بأفريقيا فى دولة الكونغو الديمقراطية. وهذه الغابات التى تغطى مساحة 3.3 ملايين كيلومتر مربع، وممتدة فى بلدان عدة، بما فى ذلك حوالى الثلث فى جمهورية الكونغو الديمقراطية والبقية فى الجابون والكونغو والكاميرون وأفريقيا الوسطى، تحترق منذ أيام بحرائق أكبر وأوسع من الأمازون، ولا يسمع العالم عنها كما يهتم بحرائق الأمازون. ووفقًا لموقع «رويترز»، فقد التقطت وكالة الفضاء «ناسا»، صورا من الفضاء لحرائق أفريقيا، وقالت عنها إنها تتخطى صور حرائق الأمازون، كما دعت منظمة السلام الأخضر «جرين بيس»، الحكومات إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لمكافحة حرائق الغابات المستعرة وسط أفريقيا، والتى تهدد «الرئة الخضراء الثانية» للعالم بعد الأمازون، ووجهت الدعوة لحكومات حوض الكونغو إلى اتخاذ تدابير فورية لمنع الحرائق من الوصول إلى الغابات المطيرة. ووفق «جرين بيس» فقد سجل منذ 21 أغسطس، أكثر من 6902 حريق فى أنجولا و3395 حريقًا فى الكونغو الديمقراطية المجاورة، ومعظمها فى منطقة السهول، وأكدت أنها تواجه خطر التعرض مجددًا لحرائق لا يمكن السيطرة عليها كما يحدث فى الأمازون. ولغابات حوض الكونغو أهمية كبرى، حيث تمتص أطنانا من ثانى أكسيد الكربون فى الأشجار والمستنقعات التى يعتبرها الخبراء وسيلة أساسية لمكافحة تغير المناخ، كما أنها تعتبر ملاذًا لأنواع مهددة بالانقراض. وذكر موقع Weather Source أن أنجولا تعرضت لحرائق أكبر بثلاث مرات من حرائق البرازيل، ووقع 9090 حريقًا فى أنجولا و3395 حريقًا فى جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة، مقارنة بنحو 2200 حريق مسجل فى البرازيل. وحثت حكومة أنجولا على توخى الحذر، قائلة إن إجراء مقارنات بحرائق الأمازون قد يؤدى إلى «تضليل كبير، وقالت وزارة البيئة الأنجولية إن هذه الحرائق عادية فى نهاية موسم الجفاف، وأوضحت «هى عادة ما تحصل فى هذا الوقت من السنة وفى أجزاء مختلفة من البلاد، إذ يضرم المزارعون النار فى الأراضى بهدف إعدادها قبل حلول موسم الأمطار». وقال خبراء، إنه فى الأمازون، تحترق الغابة بشكل رئيسى بسبب الجفاف وتغير المناخ لكن فى وسط أفريقيا، يرجع ذلك أساسا إلى التقنيات الزراعية التقليدية، فالعديد من المزارعين يستخدمون تقنية القطع والحرق لإزالة الغابات، وفى الكونغو الديمقراطية، تصل الكهرباء إلى 9٪ فقط من السكان لذلك يستخدم الكثير منهم الحطب للطهو والحصول على الطاقة.