شهد المقهى الثقافي اليوم بمعرض القاهرة للكتاب مناقشة وتوقيع رواية "سجاد عجمي" للكاتبة السورية "شهلا العجيلي" بحضور كل من الناقد الأدبي د. مصطفى الضبع، والناقد د. حسين حمودة، وأدار اللقاء الكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد. تناقش الكاتبة من خلال روايتها بعض من القيم الإنسانية والاجتماعية، التي أصبحت مفقودة في المجتمع، وتتحدث من خلال روايتها عن مدينة الرقة السورية كيف كانت وإلي أين صارت بعد الحرب. فهي تستهل الرواية بالإهداء الشخصي "إلى ماما وصلح وغيد" وتبدأ سردها عن مصحف فاطمة، وما له من رمزية فهو لا يمثل مصحف بالمعني المتعارف عليه، إنما هو دستور يتصارع عليه كل من السنه والشيعة من له الحق في تملكه، ومن الأحق به مما زرع الأحقاد بالقلوب، وأثار نوع من الكراهية والحقد التي تحولت مع الأيام إلى حروب، فتناسوا مع الوقت سبب الخلاف وظل الثأر قائما بين كل منهم. والرواية عبارة عن مجموعه من الحكايات، وهي حكايات نساء يواجهن الحرب بالفن والعمل والثقافة دون اللجوء إلى التنظيرات، فاستطاعت من خلال شخصيات روايتها أن تعرض لنضال المرأه وجهادها ضد القهر والاستبداد من خلال صناعة السجاد، وفي حديثها عن الرواية. وتقول الكاتبة لا يوجد مناطق آمنة في الكتابة، كما أن المتلقي تجذبه المناطق غير الآمنه، وكل المحظورات سقطت هذه الأيام، وأن الدرب ليس درب البحث عن الخطيئة الأولى أو من صاحب الخطأ آدم أم حواء، المهم هو الإنطلاق من الواقع المعاش ومحاولة التأثير فيه بالحب. وعن روايتها تقول لقد كتبت روايتي كما أحب ولا مانع أن يعرض الروائي نفسة داخل النص، بل من الممكن أن يعرض نفسه ويضخمها ويعكسها على الآخرين، وأنا كتبت نفسي وعبرت عن كيفيه محبتي للعالم، رغم أن هناك العديد من الكتاب يكتبون انتقاما من العالم. في حين أكد د. فاروق الضبع أن "شهلا العجيلي" تبحث عن الإنسان من خلال المدخل الأسمى وهو الحب وليس الحب بمعناه الضيق، حب الرجل للمرأة أو العكس وإنما هو حب القيمة. وأضاف الضبع خلال ندوة عقدت بالمقهى الثقافي اليوم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لمناقشة وتوقيع رواية "سجاد عجمي": رائع أن الكاتبة استطاعت أن تستخدم السجاد العجمي لينقش عليه كتقنية كما أنها استخدمت أغصان الزيتون لتكون هي الرسوم المنشورة بدلًا من النخيل للدلالة على مدينة الرقة كما أضاف الناقد بأن الكتابة هي شكل من أشكال المقاومة. وعن مصحف فاطمة يقول الناقد إن رمزية مصحف فاطمة في كونه شيئا للدلالة على الحق الذي أريد به باطل، كما أن الكاتبة استطاعت أن توظف قصة مصحف فاطمة لتعرض لقصة الأشياء التي تغيب فيها الحقيقة لتكثر حولها الأقاويل. كما تحدث الناقد حسين حمودة عن مدي دقة الكاتبة في عرض تاريخ مدينة الرقة وكيفية عرضها لقضايا تتصل بالحكم والعلاقة بين الشيعة والسنة والسياسة والدين، كما أن الرواية تتحدث عن مصحف فاطمة أو زريعه الكراهية. ويري أن الكاتبة برعت في اختيار عنوان الرواية كما برعت في تصوير مصنع السجاد كأنه محراب وكيف استطاعت أن تصف أشجار الزيتون المستخدمة في زخرفة السجاد ووصف المرأه في بعض اجزاء الرواية بأنها مرأه غور وقدح وحواية ومزة وعندما سألها عن المرأه المزه قالت هي التي تلدغ قلبك كما تلدغ المزة من الخمر لسانك. كما أن الرواية بها الكثير من العلاقات مثل علاقة أشموني والرومي وليانا وسليمان ورية وسعد وخوض وحارسة وريحانة وحامد الصياد وانها استطاعت من خلال هذه العلاقات أن تبين أن المرأة ليست وعاء للرجل إنما هن مبدعات كل في مجالها ريه صانعه الخزف وأشموني صانعة ملابس الرهبان كما أنها تعالج قضية اعتبار المرآة آلة في قطاع كبير من البلدان كما أن الرواية غنية بالسرد الجميل المتقن وتذكرنا ب "جوستاف جرين بأون" الذي يتفنن في مدح المدن كما أن الرواية تستدعي عالما تاريخيًا رغم أنها كتبت مؤخرًا. كما عرض لبعض جمل من الرواية قبل أن ينهي الروائي إبراهيم عبدالمجيد المناقشة استعدادا للتوقيع مثل "كانت رائحة رقاق الحنطة المخبوز قد انتشرت في المكان مما أثار شهيه الجميع"، و"الذين تموت أمهاتهم يتحالفون مع الريح ".