زيادة العرق مشكلة تضايق الكثير من الناس، وقد تحدث دون سبب معين ودون بذل مجهود زائد، ما يعوق البعض عن ممارسة حياتهم بصورة طبيعية، وتسبب لهم الكثير من الإحراج، فما تفسير هذه الظاهرة، وهل لها علاج؟ «التعرق عملية حيوية فسيولوجية طبيعية للجسم، ليس فقط لأنه طريقة للتخلص من الحرارة الزائدة، بل ليتخلص من المواد السامة الموجودة به»، هكذا بدأ الدكتور سمير محمد القط، استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم، حديثه، موضحا أنه يوجد بالجسم من 2 إلى 3 ملايين غدة عرقية منتشرة فى جميع أجزاء الجسم، وتنقسم إلى نوعين، الأول يتحكم فيه العصب السمبثاوى ويتوزع على كامل الجسم، ويفرز عن طريق تأثير العوامل النفسية. أما النوع الثانى فيتحكم فيه العصب الباراسمبثاوي، ويقتصر وجوده على الكفين والقدمين والثنيات الجلدية، مثل بين الفخذين وحول الشرج وتحت الإبط وبين الثديين والخصيتين والأعضاء التناسلية للمرأة، ويتحكم فى إفرازه التأثير الحرارى للجسم. وأضاف «القط» أن العرق يحدث نتيجة زيادة فى نشاط العقد العصبية، وهو ضرورى لمعظم الكائنات الحية، لأن وظيفته تخفيض درجة حرارة الجسم فى الصيف. وتابع: طبيعة الإنسان أن تبقى درجة حرارته 37 درجة مئوية صيفا وشتاء، فمع ارتفاع درجة حرارة الجو مثلا إلى 40 درجة، فإن درجة حرارة الجسم تبقى ثابتة عند 37 درجة، والفضل فى ذلك برجع إلى الغدد العرقية، التى تفرز العرق مباشرة ليساعد على ترطيب وتجفيف حرارة الجسم. وعن الأمراض التى تحدث للجسم نتيجة إصابة الغدد العرقية، يقول استشارى الأمراض الجلدية، إنها كثيرة وتنتشر فى فصل الصيف، وتتمثل أعراضها فى ظهور حبوب صغيرة عديمة اللون لا يصاحبها التهابات جلدية، وتستمر لفترة قصيرة، أو حمراء تنتشر فى أماكن مثل الكوع والركبة والبطن، أو تظهر على شكل حبوب كبيرة نوعا ما تحتوى على صديد، وقد يصاحبها التهابات جلدية وهرش وتنتشر فى الأماكن المختفية من الجلد وتستمر لعدة أسابيع. وأخيرا، ينصح «القط» بارتداء الملابس القطنية الخفيفة، واستخدام الأحذية المفتوحة، حيث التهوية الجيدة للقدمين، والاستحمام اليومى وغسل الجسم بالماء البارد والصابون، والابتعاد عن الأماكن الحارة والرطبة، والبعد قدر الإمكان عن التوتر النفسى والعاطفي، وعدم تناول المشروبات الساخنة والأطعمة الحارة؛ لأنها تزيد العرق، وعدم تناول الثوم والبصل بكثرة لعدم حدوث رائحة كريهة، وعدم استخدام بودرة التلك لأنها غير فعالة؛ حيث إنها لا تقتل البكتريا المسببة لرائحة العرق، وكذلك العطور لأنها تتفاعل مع رائحة الجسم مسببة رائحة غير مستحبة، ومزيلات العرق أيضا لأنها لا تمتص البلل تحت الإبطين، بل تعمل كمعطر للعضو المتعرق فقط.