استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في الدورة الحادية والأربعين لمؤتمر منظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتّحدة. وقال البابا إنَّ هدف القضاء على الجوع في العالم لا يزال تحدّيًا كبيرًا حتى عندما يجب أن نعترف أنّنا قد رأينا تقدّمًا كبيرًا خلال السنوات العشرة الأخيرة. لكي نحارب نقص الغذاء والحصول على المياه الصالحة للشرب من الضروري أن نعمل على الأسباب التي تسببه. نجد في أساس هذه المأساة بشكل خاص غياب الشفقة ولامبالاة الكثيرين ورغبة اجتماعية وسياسيّة ضئيلة للإجابة على الواجبات الدوليّة. وتابع الأب: إنَّ غياب الغذاء والماء ليس مسألة داخلية وحصريّة للبلدان الأشد فقرًا وهشاشة، بل هي تتعلّق بكلِّ فرد منا لأننا ومن خلال تصرّفاتنا نشارك جميعًا بشكل أو بآخر في تعزيز أو وقف عذاب العديد من إخوتنا. جميعنا مدعوون لنصغي إلى صرخة إخوتنا اليائسة ولكي نضع الوسائل الضرورية لكي يعيشوا في احترام حقوقهم الأساسيّة. وأضاف أن إحدى الوسائل الموجودة في متناول أيدينا هي التخفيف من الإسراف في الأكل والمياه؛ وفي هذا الإطار تشكّل التربية والتوعية الاجتماعية استثمارًا على المدى القصير والطويل، لأنّ الأجيال الجديدة ستنقل هذه الشهادة للأجيال المستقبليّة عالمة أنّه لا يمكن السماح لهذه المأساة الاجتماعيّة أن تستمر أكثر. إن الرابط بين الهشاشة البيئية وانعدام الأمن الغذائي وحركة الهجرة هو واضح جدًّا، وتزايد عدد اللاجئين في العالم خلال السنوات الأخيرة قد أظهر أن مشكلة بلد ما هي مشكلة العائلة البشريّة بأسرها. لذلك من الأهمية بمكان أن يُصار إلى تعزيز تنمية زراعية في المناطق الأكثر ضعفًا وتقوية تأهيل الأرض واستدامتها.