صوته العذب وأسلوبه الجديد فى الإنشاد الدينى جعل له أسما بين المنشدين المصريين، وجعل له مدخلًا سريعًا لقلوب الشباب من جيله، الذين أصبحوا يرددون أناشيده فى جلساتهم بالمسجد أو الخلوات الصوفية، كما أن البعض اعتبره قدوته وهو لم يكمل العشرين عامًا، المنشد الدينى محمود ربيع، التقينا به ضمن سلسلة حوارات «أهل المدد»، لنتعرف معه على عالمه الإنشادى وكيف دخله؟ عن نشأته التى اختلفت عن شباب جيله، فقال المنشد محمود ربيع: كنت محبًا للإنشاد الدينى وأسمعه منذ طفولتى فكنت بدأت أسمع للشيخ نصر الدين طوبار والذى جعلنى أستمع له هو أبى كان دائمًا يجعل صوته عاليًا فى منزلنا دومًا وأنا صغير، وكنت محبًا لقراءة القرآن فى منزلنا مع والدتى فترك ذلك أثرا فى مما جعلنى أحفظ وأردد كل الأغانى الإنشادية والابتهالات أيضًا، فأنا فى الحقيقة لست أزهريًا، فقد تخرجت فى كلية التمريض، وبالمناسبة أنا لم أعمل فى هذا المجال وتفرغت للإنشاد، وهو أيضًا تمريض لكن دينى، وأنا أعتز كثيرًا بالأزهر الشريف والزى الخاص بأبنائه، ولا مانع من ارتدائه يومًا ما. استخدام الموسيقى فى الإنشاد الدينى أمر اختلف حوله العديد من المنشدين ما بين القبول والرفض، ولكن «ربيع» يري: أن الموسيقى وجودها مهم للإنشاد الدينى خاصة مع اختلاف الأخيال والثقافات والمستمعين أيضًا، لأننا نخاطب جيلًا من الشباب يستمع بالفعل للموسيقى، فيجب أن نخاطبهم بما يحبون، فلم أكتفِ بتلك الأسباب فقمت بالبحث لفترة طويلة لكس أتاكد من صحة ما أقول وتأكدت أن الموسيقى حلال وأن حلالها حلال وحرامها حرام. الإنشاد الدينى فى مصر الآن أصبح موجودًا بشكل جيد عن ما سبق فيقول ربيع: بالفعل وذلك يرجع لأن الإنشاد الدينى فى تطور بشكل مستمر فكل منشد يضيف الجديد له، وأتمنى أن يخرج من مصر جيل من العظماء السابقين حتى يبقى لدينا موروث قديم وحديث، خاصة أن الكثير من الشباب بدأوا بالفعل تعلم الإنشاد، لكن هو يحتاج صبرًا. الإنشاد الدينى العديد يتعلمه على يد المشايخ فربيع أيضا مثلهم، بالفعل هناك من يؤثر فينا فى طفولتنا وأنا متأثر جدا بالشيخ نصر الدين طوبار والشيخ محمد عمران، والشيخ طه الفشنى، وكذلك الشيخ سيد النقشبندى، وفيما بعد قمت بالتعلم من خلال الشيخ وليد شاهين بالفيوم، فقمت بتعلم المقامات والتحقت بمدرسة الإنشاد الدينى تحت رعاية الشيخ محمود التهامى، ومنها إلى فرقة قصر ثقافة الفيوم بقيادة المايسترو على زكى، وشاركت مع الفريق فى مهرجان سماع الدولى الذى يضم أكثر من دوله وشاركت مع الفريق فى احتفالات عديدة فى الحسين وقبة الغورى، والجميع ساندنى ودعمنى لكى استمر لأنهم وجدوا الموهبة والصوت والأداء الجيد. الفرق السورية ربما تسحب البساط من المنشدين المصريين، لكننا بلد الفن وقبله الحضارة فمحمود ربيع يقول: لا شك أن مدرسة الإنشاد الدينى المصرى عريقة بشهادة العالم فهذا ليس رائ الشخصى فالعالم يشهد لنا، والمدرسة السورية كبيرة أيضًا، ووجودهم فى مصر يزيد المنافسة، لكنه لن يسحب البساط، منا لأننا نفتح لهم الأبواب ونرحب بهم لكى يتأكد العالم أن مصر أم الدنيا حقًا. طموحك فى المستقبل فيما يخص الانشاد كيف تراه؟ قال أرى أن المستقبل الآن للأجيال الأتية التى تنقل وتحمل أيضًا الفن فأتمنى أن أؤثر فى الأطفال، لأن الأمل فيهم، وأنا أسعى لزرع القيم الدينية والقيم الأخلاقية فى الأطفال من خلال الأناشيد الدينية، كما أننى أتمنى من الأسرة أن تزرع ذلك فى أبنائها منذ الصغر.. بعد ما ذكرت لديك رسالة للمنشدين الشباب، أولًا الصبر ثم الصبر، وأقوم بنقل صوتى لكل الأماكن وفى الفضائيات والتليفزيون المصرى ليرانا العالم ويعرفنا الجمهور ويتجه لكى يسمع لنا، وأود أن أقول لهم إننى صرفت على الإنشاد الدينى أكثر مما صرف علىَّ، ولكننى أحببه لوجه الله فقط. تعددت الأقاويل بأنه يجب أن يكون المداح صوفيًا، وألا يشترط ذلك فيروى المنشد محمود ربيع، قائلًا: إذا كان المداح صوفيًا أدرك ما يقول ولكنه لا يشترط أن يكون صوفيًا، كما يجب أن يبتعد عن الماديات وأن يكون مديحه ابتغاء لإرضاء الله ورسوله، ولن يكون كذلك إلا إذا كان متقيًا لله قبل أن يكون صوفيًا أو لا. يرى البعض أن المديح يمكن أن يكون وسيلة من وسائل تجديد الخطاب الدينى ومواجهة التطرف بالاستماع له فيؤكد «ربيع» ذلك قائلا: بالتأكيد، فالخطيب على الممبر يخطب ساعة للتحدث فى موضوع واحد، ولكن المنشد يمدح ويقول قصص دينية وسيرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأخلاقه وأسلوبه فى التعامل من أصحابه وزوجاته، كل ذلك بأسلوب شيق وممتع لكى تصل المعلومة للمستمع. وعن رائيه فى نقابة الإنشاد الدينى قال: طالما ذكرنا النقابة يجب أن نذكر الشيخ محمود ياسين التهامى الذى سعى لأثبات قوتها من خلال ضمنا لها مع مراعاة المعايير والشروط للانضمام، ونتمنى أن يستكمل المسيرة فى تحويلها إلى نقابة مهنية، وفى الحقيقة النقابة تهتم بالإنشاد والمنشدين وبها جنود مجهولة فى ذلك مثل الشيخ طه الإسكندرانى القلب الطيب بالنقابة، والشيخ إيهاب يونس والملحن مصطفى الجندى، والشيخ أحمد سعيد عمران الدح. وأخيرًا أود أن أقول إن المنشدين فى الأيام الأخيرة أصبح لديهم حماس للانشاد الدينى والإنشاد الدينى بدأ فى الأيام الأخيرة يظهر بشكل جديد فالمنشدون قدموا وصل بين القديم والحديث بالأضافة أنه أصبح لديهم ثقافه عن الإنشاد والابتهالات الدينية وظهر العديد من الفرق الإنشادية التى جعلت العديد يعود لسماع الابتهالات والإنشاد الدينى «إن شاء الله الأيام المقبلة مصر هترجع لمكانتها فى الابتهالات والإنشاد الدينى والقرآن».