يتابع "عم حسين" احتياجات أرضه يوميا، فهي كما وصفها مثل أبنائه وأن مكانتها وقدرها في قلبه لا تقل عنهم، فدائما يزورها ويقضي الكثير من أوقاته معها، منفذا ما تحتاجه وحامدا شاكرا لما تعيطه له في النهاية. ويقول "حسين" إن الأرض تحتاج للحراثة للتنشيط حتى تستطيع استقبال زرعا آخر، فيستلزم تحريك تراب الأرض وقلب عاليها سافلها لكي تصل الشمس إلى كل أجزاء الأرض لتستفيد منها. وأضاف أن التراب المحروث تتخلله المياه بشكل أكبر وأنه في حالة عدم حراثة الأرض فإن مياه الري تبقى على سطح الأرض فتتعرض للتبخر، كما أن تقليب الأرض وحراثتها يعمل على استئصال الحشائش من الأرض التي تعيق نمو النباتات وتمتص غذاءها وماءها. بدا شغف "عم حسين" بعمله وتقديره لمجهوده وعرفانه بأرضه، واضحا كوضوح الشمس مما دفع ابنه "محمد" صاحب الستة أعوام للإنصات بشدة لكلام أبيه وتعلوه نظرات الإعجاب به، فكان ينصت إليه وينظر إلي عيني والده مباشرة وممسكا يده اليمنى، مما دفعني لمقاطعة أبيه موجهة السؤال إليه "لماذا أتيت مع والدك اليوم رغم درجة الحرارة العالية وسألته السؤال المعتاد هل أنت صائم اليوم"، فأجاب أنه يقدر تعب والده ولذلك يأتي لمساعدته ووصف ذلك بعبارة تبدو أكبر من سنه، قائلا أبي يتعب من أجلنا فلماذا لا نساعده في ذلك. وأضاف إن الصيام مرهق في هذا الجو الحار وبالفعل أعاني من الحرارة والعطش ولكن ما يحثني على الصبر، هو ما أخبرني به والدي ذات يوم؛ وهو أن الثواب على قدر المشقة، وأن الثواب في بعض الأحيان يفوق بمراحل الإحساس بالجوع والعطش.