قالت الواعظة بالأوقاف الدكتورة يمنى أبو النصر: إن الإنسان يولد لا يعلم شيئًا، ثم يخلق الله له أدوات العلم والمعرفة، قال تعالى:" وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ". وأوضحت خلال ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين تحت عنوان "عناية الإسلام بتربية الطفل" أن الطفل يكتشف المفاهيم من خلال ملاحظته لما يقوله الكبار، مبينة أن الطريق السليم والمباشر للتربية والتنشئة الصحية ليس بتكرار جملة من الأوامر على مسامع الطفل؛ بل لا بد من قدوة حسنة وتربية عملية. وأكدت أبو النصر، أن من أسس التنشئة السوية للأطفال: الإحسان إليهم وعدم الغلظة والشدّة معهم، وتعاهدهم بالحب والرأفة والرحمة ؛ لأن الرفق لا يأتي إلا بكل خير، فعن أم المؤمنين عَائِشَةَ (رضى الله عنها) أن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ"، فالقسوة والغلظة في التربية وتقويم سلوكيات الطفل تؤدّيان في أغلب الأحوال إلى نفوره من المربّي، وكرهه وعدم الانصياع لكلامه. وشددت الواعظة بالأوقاف، على أن التربية الدينية الخاصة بالأطفال والتي تقوم على القيم والسلوكيات الحميدة هي التي تعصم الشباب من الانحراف وراء التيارات الهدامة.