كشفت تصريحات وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، والتي تضمنت رفضه تصنيف الولاياتالمتحدةالأمريكية الإخوان كجماعة إرهابية، عن «التناغم» بين الإخوان ونظام المرشد الإيراني، ويعد إبراز هذا التناغم بإتاحة دولة المرشد عمل جماعة «الدعوة والإصلاح» (الإخوان في إيران)، بسهولة ودون مضايقات بل وأصبح الأمين العام الحالي «عبد الرحمن بيراني» جسر التواصل بين دولة المرشد والتنظيم الدولي للإخوان. تجميل نظام الملالي عبد الرحمن بيراني، حاصل على شهادة البكالوريوس من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة طهران، ويدرس القانون بجامعة الخرطوم، وانتخب بيراني في المؤتمرين الأول والثاني للجماعة اللذين عُقدا في (2001م- 2006م)، أمينًا عامًا لجماعة الدعوة والإصلاح في إيران. البيراني لعب دورًا في تجميل نظام الملالي أمام الجمهور السني في الدول العربية والإسلاميَّة، والتغاضي عن انتهاكات حكام طهران بحق سنة إيران، وهو ما تم مكافأته بوجوده في البرلمان الإيراني، وكذلك حرية عمل جماعة الإخوان في إيران. الأمر لم يتوقف عند ذلك فبعد ثورة 30 يونيو 2013، وإسقاط حكم الإخوان والذين كان يسعون إلى تطبيق النموذج الإيراني في القاهرة، نظم أعضاء الإخوان بإيعاز وإشرف من «بيراني» وتسيهلات من المرشد الإيراني، مظاهرات أمام مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران، احتجاجًا علي عزل مرسي وتأييدًا لعنف وإرهاب الإخوان في مصر. تحسين العلاقات بين ثلاثي الخراب ومع افتضاح مشروع التنظيم الدولي للإخوان والقائمين عليه من قطروإيرانوتركيا، زاد حجم وجود «بيراني» داخل مخططات الإخوان ومحور (قطر – تركيا- إيران). وظهر زعيم إخوان إيران، في أكثر من مناسبة إلى جانب الزعيم الروحي للإخوان يوسف القرضاوي مؤسس ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. كما انتُخِبَ عبد الرحمن بيراني، ضمن 31 عضوًا لمجلس أمناء الاتحاد، خلال انتخابات الاتحاد التي أجريت في يناير 2019 في إسطنبول التركية. وعقب قرار المقاطعة العربية لنظام الحمدين في قطر، في يونيو 2017، بات ل«بيراني» حضورًا كبيرًا في التنظيم الدولي للإخوان، نظرًا لقيامه بدور «حامل الرسائل» بين المرشد الإيراني علي خامنئي، ونظام تميم بن حمد آل ثاني. دور زعيم إخوان إيران، كشفه القيادي السابق في تنظيم الإخوان في الإمارات، عبدالرحمن السويدي، في لقاء مُتلفز معه؛ حيث أكد أنه تم تكليف عبدالرحمن بيراني بمسئولية مكتب التنسيق الخليجي التابع لجماعة الإخوان في إيران، ومن خلال إدارة مؤسسة «إصلاح» للنشر وتوزيع الكتب في إيران. وأكد السويدي، أن مؤسسة «إصلاح» الإيرانية تتلقى تمويلها المالي من قطر والجمعيات الخيرية القطرية، مُشيرًا إلى أن بيراني عمل على تحسين العلاقات بين ثلاثي الخراب «قطروإيرانوتركيا» لتوحيد أهدافهم ضد الدول العربية ودعم جماعات الإسلام السياسي في المنطقة، وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية. وفي 2017 أرسل الرئيس الإيراني حسن روحاني، «بيراني» إلى تركيا، للعب دور الوساطة وترطيب العلاقات المتوترة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد ظهور بوادر للتعارض المصلحي بين طهران وأنقرة على الأرض السورية، ثم كان حضور «بيراني» اجتماعات وانتخابات اتحاد القرضاوي في يناير 2019؛ حيث انتخب عضو مجلس نقابة في اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي في إسطنبولبتركيا.